أقفز من السطح لأعلى نحو السماء , قفزة جبارة مثلي . هذا سجود الحيتان , يهوي الناس سجودا نحو الأرض , وتهوي الحيتان سجودا نحو السماء . أليست أرضنا سماء المجرة ؟ أسبح في بحر الشمال حيث لا تطرف عين الشمس ولا تغرب . أرى الشمس من مكاني قرصا أصفر سقط في مياه خضراء .. هذا العري المتألق للشمس , المنطفئ في المياه , يوحي بالوحدة . وليس كالوحدة رفيق للعظماء . وليس في عظمة حوت العنبر أحد . ومن بين كل حيتان العنبر السابحة في المياه , وقع اختيار القدرة الخالقة على شخصي لابتلاع يونس . لم أكن أعرف , عرفت بعد التقامه أنه نبي .. كانت أقسى تجربة في حياتي المائية المديدة . .. أعترف بذلك . ليس هناك حوت يتجمع العرق على جبينه حبات.. ليس هناك حوت يبكي رقة وحبا .. تجمع العرق على جبيني وبكيت.. كنت أحاذر أن يراني وحش من وحوش المحيطات وأنا أبكي ..إن هيبتي في المياه عرش قديم لم يخدش , ولم أكن لأتركه يخدش . لا أريد أن أقفز للنهاية . هزني ما حدث إلى حد الانفعال فمرضت , بدأت أمعائي تصنع العنبر . لا تصنع الحيتان العنبر إلا إذا مرضت , وأشرفت على الهلاك . رأسي يدور وذيلي يتحرك نصف دورة فأندفع . على الماء أكتب . المياه تلتئم على السر فأكتب . .............. من قصة : حوت يونس – قصص الحيوان في القرآن