* أم التميمي تنهار لدى رؤية جثمانه.. وأبيه يمنع النساء من البكاء .. ومتضامنون أجانب يشاركون في تشييع الجثمان رام الله- وكالات: شارك مئات الفلسطينيين الأحد في تشييع جنازة شاب قتل خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي وقعت الجمعة، في قرية النبي صالح شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية. وهتف المشاركون في الجنازة داعين ل”الانتقام” من مستوطنة “حلميش” التي تم ضم أجزاء كبيرة من أراضي قرية النبي صالح صادرها الجيش الإسرائيلي إليها. وكان الشاب مصطفى عبد الرازق التميمي (28 عاما) أصيب بقنبلة غاز في الوجه أطلقها جندي إسرائيلي من مركبته خلال مسيرة جرت في القرية الجمعة الماضي، ونقل الشاب إلى مسستشفى داخل إسرائيل وأعلنت وفاته صباح السبت. وسلمت إسرائيل جثة الشاب إلى الجانب الفلسطيني الليلة الماضية، قبل أن ينقل اليوم إلى قريته حيث تم دفنه في مقبرة القرية. وحمل شبان غاضبون جثة الشاب مصطفى التي لفت بالعلم الفلسطيني عند مدخل القرية، وهتفوا وهم يحملون الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة فتح ” الليلة الرد على حلميش وما في حدا يردنا”. وانهارت والدة الشاب القتيل إخلاص التميمي (54 عاما)، حينما وصل جثمان ابنها المنزل كي تلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة وكذلك انهارت شقيته علا (18 عاما) فيما أطلقت نساء تواجدن في المنزل الزغاريد تحية للشاب الشهيد. وبدا عبد الرزاق التميمي، والد القتيل، منهكا كونه يعاني من مرض في الكلية، وكان يحاول أن يمنع النساء من البكاء. وشارك في الجنازة عدد كبير من المتضامنين الأجانب الذين يشاركون أهالي القرية في احتجاجاتهم الأسبوعية، إضافة إلى عدد من المسؤولين في حركة فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية. ويسود اعتقاد لدى أهالي القرية بان الجندي الذي أطلق قنبلة الغاز باتجاه الشاب مصطفى كان يقصد قتله خاصة وأن الشاب مصطفى كان نشيطا في التظاهرات التي تنظم في القرية وأمضى خمسة أشهر في السجون الإسرائيلية. وقال رئيس لجنة مقاومة الاستيطان في المجلس التشريعي الفلسطيني والنائب عن حركة فتح وليد عساف إن “شريط الفيديو يظهر أن الجندي أطلق القذيفة باتجاه مصطفى من مسافة قريبة جدا، وهو ما يؤكد بأنه كان هناك قرار إما من ضابط الدورية أو الحكومة الإسرائيلية بنية القتل العمد”. ومنذ 2009 اعتاد أهالي قرية النبي صالح التظاهر سلميا كل يوم جمعة، احتجاجا على مصادرة أجزاء واسعة من أراضيهم لصالح مستوطنة حلميش اليهودية المجاورة، والشاب مصطفى هو أول شاب يستشهد في هذه التظاهرات. وقال وليد عساف “نحن نعتقد أن الجيش الإسرائيلي يحاول تعمد القتل في التظاهرات السلمية من أجل دفعنا إلى تغيير وجهتنا في تبني المقاومة السلمية والعودة إلى العنف المسلح، لكن هذا لن يتم لأننا اخترنا المقاومة الشعبية” السلمية. وعقب انتهاء الجنازة وقعت مواجهات بين الشبان والجيش الإسرائيلي على مدخل القرية، حيث ألقى الشبان الغاضبون الحجارة باتجاه الجيش الذي استخدم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة خمسة متظاهرين بجروح خفيفة كما أفادت مصادر طبية. واعتقل الجيش الإسرائيلي سبعة متظاهرين من المتضامنين الأجانب ومتظاهر فلسطيني. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن نحو مائة فلسطيني شاركوا في “تظاهرة غير مرخص لها تعرضت خلالها قوات الأمن لرشق الحجارة فردت بوسائل مكافحة الشغب”. في المقابل طالبت منظمة بتسليم الإسرائيلية الجيش بأن “لا يقتصر التحقيق الروتيني للقضاء العسكري على الجندي الذي أطلق (قنبلة الغاز) أو الضابط الذي أصدر الأمر” بحسب المتحدثة باسمها ساريت ميكايلي. وأوضحت المتحدثة “أن الأخطر هو أن عسكريين يطلقون بانتظام قنابل يدوية مباشرة على المتظاهرين الفلسطينيين مع خطر قتلهم، خلافا لتعليماتهم”.