خرق واضح لاتفاق الهدنة الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية مؤخرًا؛ إذ تصر إسرائيل على محاولة فرض سيطرتها وخرقها للهدنات التي تتم بينها وبين الجانب الفلسطيني، فلم تكن هذه المرة هي أول مرة. كانت قوات البحرية الإسرائيلية قد أطلقت النار مرتين الثلاثاء الماضي على الصيادين في شواطئ محافظة رفح جنوب قطاع غزة؛ متعللة باقترابهم من المنطقة الممنوع فيها الصيد. غير أن شهودًا عيانًا قالوا إن الصيادين الفلسطينيين لم يتجاوزا مسافة ال 6 أميال بحرية التي حددت وفقاً لاتفاق الهدنة الأخير بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. ويقول الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلوم الدولية إن الهدف من المبادرة المصرية كان التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أن يكون هناك حوار دائر بينهما، وانتهت المبادرة بالهدنة التي خرقتها إسرائيل أيضًا. وأشار اللاوندي إلى أن خرق الهدنة، سواء من هذا الطرف أو ذاك، يتسبب بشكل أو بآخر في أن تقوم الحكومة المصرية بمراجعة هذا الأمر بالتعاون مع المجتمع الدولي والأممالمتحدة؛ لأن الأممالمتحدة وافقت على المبادرة المصرية ومعها فرنسا وعدد من الدول. ولفت إلى أن كل هذه الدول، وليست مصر فقط، مدعوة للبحث فيمن اعتدى من البداية وخرق الهدنة؛ لأن ذلك يؤدي إلى حرب بين الجانبين، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي. وتابع أن مصر ستحاول استخدام علاقتها الطيبة مع إسرائيل والفلسطينيين، بحيث يكون هناك بشكل أو بآخر نوع آخر من التهدئة؛ حتى لا يصل الأمر إلى حرب محسومة لصالح إسرائيل؛ لأن إسرائيل تملك جيشًا نظاميًّا وأسلحة فتاكة، أما الفلسطينيون فشعب معدم. وأكد أن قواعد القانون الدولي تطالب بحشد دولي تجاه الدولة المعتدية؛ لكي تستمر التهدئة، لا سيما وأن هذه الهدنة وافق عليها المجتمع الدولي ممثلاً في المنظمات الدولية والإقليمية، ناهيك عن عدد كبير من الدول يمكن أن تعتبر إسرائيل دولة معتدية، ولا بد أن تعود إلى الهدنة، وتأخذ عقابها، وهذا ما ينص عليه القانون الدولي. ويرى الدكتور أيمن عبد الوهاب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن خرق الهدنة جزء من المحاكاة التي تقوم بها إسرائيل دائمًا للضغط على فلسطين والتمويه على محاولتها استقطاع مساحات من الأراضي من غزة. وأشار إلى أن الموقف المصري حول خرق الهدنة يمثل النقطة المحورية في هذه القضية، خاصة أن مصر صاحبة المبادرة. ولفت إلى أن هذه لم تكن أول مرة تخرق فيها إسرائيل هدنة بينها وبين فلسطين، وجرى ذلك خلال المباحثات السابقة، معربًا عن توقعه بالتزام إسرائيل الفترة القادمة.