قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أمس إن الحلم التركي للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط تحول إلى كابوس، موضحة أن قمة حلف الناتو الحالية في ويلز تعد فرصة ذهبية لرئيس الوزراء الجديد "أحمد داود أوغلو" لأصلاح العلاقات الأوروبية التركية التي عانت من الإهمال لفترة طويلة وسط الأحداث الأخيرة في المنطقة. وتضيف الصحيفة أن منذ تولي حزب العدالة والتنمية للحكم في عام 2002، ركز على الاصلاحات الاقتصادية مما جعل غالبية الأتراك من الطبقة الوسطى، فهم يعيشون الآن أفضل مما كانوا عليه على مر التاريخ الحديث، ولكن ذلك الازدهار الغير مسبوق يرافقه غطرسة قوية من رئيس الوزراء السابق والرئيس الجديد "رجب طيب أردوغان"، حيث يعتقده أنه يستطيع إعادة تشكيل الشرق الأوسط بمفرده. وتوضح الصحيفة الأمريكية أن حزب العدالة والتنمية تخلى عن المبادء الكمالية نسبة إلى "مصطفى كمال أتاتورك" مؤسس تركيا، والذي قرب بلاده من الغرب، ولكن منذ عام 2002 وبعد امتلاك أنقرة لاقتصاد قوي تخلت عن حلفائها الغربيين في الشرق الأوسط. وتلفت إلى أن أنقرة تورطت في الأزمة السورية وفتحت حدودها للجماعات الإرهابية للقتال ضد الرئيس السوري "بشار الأسد"، كما أنها متورطة في السياسة العراقية وتدعم الأكراد ضد الحكومة المركزية في بغداد، وهي خلف الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وسوريا، وهي تفعل كل ذلك على أمل أن كل هؤلاء وكلائها وبالتالي تستطيع فرض سيطرتها على الشرق الأوسط. وترى الصحيفة الأمريكية أن المناورة التركية خلفت نتائج كارثية، لأول مرة في التاريخ تشارك تركيا في حرب اهلية مع أحد دول المجاورة، كما أن سياستها فشلت في دعم الأكراد ضد العراق، وقطعت بغداد علاقتها التجارية مع أنقرة، وبالتالي فقدت كل طرق الوصول إلى الشرق الأوسط. وفيما يخص مصر، أصبحت تركيا دولة غر مرغوب فيها لدعمها جماعة الإخوان المسلمين، والمصريون يلقون اللوم على أنقرة لعدم بتلئها جسور للتواصل مع المجتمع الأوسع، أما في ليبيا وسوريا، فتم تهميش جماعة الإخوان ودعمت الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى ان السعوديين الذين يعملون ضد الإخوان في انحاء المنطقة يكرهون تركيا لدعمها التنظيم الإخواني. تراجعت العلاقات التركية الإيرانية في ظل حكومة العدالة والتنمية، وكل من تركيا وإيران يخوضان حربا بالوكالة مفرغة في كل من سورياوالعراق. وتلفت الصحيفة إلى تواجد تنظيم داعش الإرهابي على الحدود مع تركيا واختمار المشكلات في المنطقة قد يشكل تحديات داخلية قريبة ل"أردوغان" و"داود أوغلو" وحزب العدالة والتنمية.