تتابع الدوائر الأمنية والساسية في دول المغرب العربي تطورات الوضع الحالي في ليبيا، حيث تؤكد مجلة "لوبوان" الفرنسية أن الفوضى المتزايدة في ليبيا أنهكت زعماء المغرب العربي، فالوضع الليبي مقلق والدولة كبيرة وحدودها يسهل اختراقها ولا أحد يحكمها منذ أشهر عديدة والميليشيات هي التي تضع القوانين والبلاد في طريقها إلى "الصوملة". وتزايدت مؤخرًا التقارير الإعلامية التي تناولت تهديدات التكفيريين المنتمين لتنظيمات مرتبطة بالقاعدة وكذلك تنظيم داعش الذي يجهز لتنفيذ سلسلة هجمات في دول المغرب العربي من ليبيا، خاصة وأن هناك العديد من الأنفاق أسفل الحدود الليبية الجزائرية وكذلك المغربية الجزائرية التي ستسمح بإدخال الأسلحة والمتفجرات. وتشير المجلة الفرنسية إلى أن القصف الأخير الذي نفذته الميليشيات المسلحة في طرابلس بواسطة طائرات مجهولة، أثار الذعر في دول المغرب العربي وأجبر فرنسا والولايات المتحدة على التصريح بأنهما لا صلة لهما بهذه الغارة، إلَّا أنه سرعان ما تم كشف الأمر، بإعلان الضابط الليبي المنشق خليفة حفتر أنه المسئول عن هذا القصف، وأكدت السلطات الليبية أن الطائرات أجنبية. وتلفت المجلة إلى أن زعماء دول المغرب العربي أخذوا هذه التهديدات على محمل الجد؛ لتطورات الوضع الأمني بليبيا، وطالب الجيش في الدول الثلاث (المغرب، تونس، الجزائر) ضباطه بتأجيل عطلاتهم. في المغرب، نشرت القوات المسلحة الملكية نظام شامل (صواريخ أرض جو وبطاريات دفاعية مضادة للطائرات) منذ 15 أغسطس الجاري لضمان تأمين المواقع الاستراتيجية، يظل الجيش صامتًا ولكن يبدو أنه يخشى حدوث هجوم جوي وتسلل من الحدود الجزائرية، خاصة وأن مروحيات حلقت في 19 أغسطس الجاري فوق حدود البلدين. أما في الجزائر، فيبدو نشر القوات بصورة أقل ولكن القلق يبدو حقيقيًّا، فمشطت قوات الدرك منطقة الحدود مع تونس خوفًا من التكفيريين القادمين من ليبيا الذين يملكون علاقات مع أقرانهم التونسيين في جبل الشعانبي، وترفض الجزائر دائمًا إرسال جيشها خارج حدود الدولة مفضلة اللعب بالورقة الدبلوماسية، وفي ليبيا كما في مالي حيث تسعى الجزائر لتكون وسيطًا بين الحكومة والجماعات المسلحة شمالي البلاد وتحاول الجزائر لم شمل الشعب الليبي وتوحيده لكن دون جدوى حتى الآن. وتوضح المجلة أنه رغم ذلك أعلن وزير الخارجية الجزائري "رمضان العمامرة" أنه ينبغي تشكيل قوة من دول شمال إفريقيا (والتي يمكن أن تشمل مصر)، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، إلَّا أن المشكلة تكمن في أن المغرب خرجت من الاتحاد الإفريقي منذ عام 1984 واعترفت منظمة الوحدة الإفريقية بالجمهورية العربية الصحراوية وصارت عضوًا لها. وبتدهور الوضع الأمني في ليبيا خلال الفترة الماضية، أشعلت الدوائر الأمنية في دول المغرب العربي وشمال إفريقيا الضوء الأحمر لمواجهة الجماعات المتطرفة، لا سيما بعد التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تشكيل تنظيم "دامس" في دول شمال لإفريقيا على أن يكون تابعًا ل"داعش" في الشام.