تشتد عزيمة الجيش السوري، لتقترب من حسم المعركة وطرد المجموعات المسلحة خارج سوريا بشكل نهائي، تزامنًا مع الذكرى الأولى لمجزرة "الغوطة الشرقية"، التي وقعت في 21 أغسطس 2013 الماضي، التي وراح ضحيتها مئات السوريين إثر استهداف المجموعات المسلحة لبلدة الغوطة بالغازات السامة، ومع تجديد انتخاب الرئيس السوري "بشار الأسد" لمدة رئاسية جديدة. بدأ الجيش السوري مؤخرًا عملية عسكرية من محيط سجن حلب المركزي، تستهدف قطع آخر خط إمداد عن المسلحين بحلب، ما يفسح المجال لدفع المصالحات الوطنية داخل المدينة إلى الأمام، وأفاد مصدر ميداني أن تقدم الجيش في محيط السجن وبسط سيطرته على مواقع حيوية مهمة لن يتوقف قبل الوصول إلى النقطة التي يغدو بمقدوره قطع خط الإمداد الوحيد المتبقي بين المدينة وتركيا عبر الريف الشمالي. وخلال عملية خاطفة، هيمن الجيش السوري على مناطق حيوية في محيط السجن مثل "الجبيلة" ومبنيي كتيبة حفظ النظام والزراعة، وتلة أم تي أم، ومستودعات الحديد، وأشارت مصادر معارضة في الأحياء الشرقية من المدينة إلى أن معنويات المسلحين فيها منهارة جراء خشيتهم من الحصار في ظل هروب أعداد غفيرة منهم، وشح الذخيرة المتبقية بحوزتهم. أما الأهالي الذين يعيشون ببعض الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة المسلحين في حلب، استبقوا الأحداث ونزحوا صوب الأحياء الآمنة التي يسيطر عليها الجيش السوري؛ لثقتهم بقوته في حماية المدينة، كما أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت عددًا من آلياتهم خلال استهداف تجمعاتهم في "أم القرى" وجنوب "مارع" و"حليصة" وشرق "السفيرة" و"الجبيلية" و"أقيول" و"المشهد" و"نقارين" و"العامرية" في حلب وريفها. بلدة "عين ترما" التابعة للغوطة الشرقية، شهدت تظاهرات وتحركات للأهالي؛ للمطالبة بتسويات مع الدولة السورية، حيث خرج مئات المدنيين لمطالبة المسلحين في منطقتهم بالمسارعة إلى عقد اتفاق مع الجيش السوري، وقال مصدر بالبلدة: إنّ انتصار الجيش في المليحة، بوابة الغوطة الشرقية، ساعد أهالي عين ترما على المجاهرة برغبتهم في المصالحة، فالجيش بات قريبًا من البلدة، ومن العديد من البلدات الأخرى في عمق الغوطة الشرقية ومنها "جسرين" و"زبدين" و"النشابية". وأكد المحافظ بحمص طلال البرازي أن "المحافظة تشهد انفراجًا كبيرًا بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري على الإرهاب وآخرها في جبل الشاعر"، حيث أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية استعادت السيطرة، على جبل الشاعر وحقول الغاز في ريف حمص، عقب مضي أكثر من أسبوع على سيطرة تنظيم "داعش" على الحقل. هذه الانتصارات التي حققها الجيش السوري خلال الفترة الأخيرة لقيت صدى إعلاميًّا ضخمًا في وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، حيث ذكر موقع "ديبكا" الصهيوني في تقرير له أن قبضة الرئيس السوري "بشار الأسد"، تتزايد يومًا تلو الآخر في البلاد على ضوء الانتصارات التي حققها الجيش السوري مؤخرًا، مضيفًا أن الانتصار النهائي ل"الأسد" يلوح في الأفق، خاصة على ضوء الضربات الجوية التي تنفذها واشنطن في العراق والتي من المحتمل أن تتوسع وتشمل سوريا أيضًا. وقالت صحيفة "الإندبندنت": إن المخابرات الأمريكية قدّمت للجيش السوري معلومات دقيقة تخص مواقع وجود مسلحي داعش في محافظة الرقة شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن المخابرات الألمانية من تكفلت بنقل المعلومات للجيش السوري، مضيفة أن المعطيات الدقيقة التي يحصل عليها الجيش السوري ساهمت بشكل كبير في فعالية الضربات الجوية والمدفعية التي استهدف من خلالها مسلحي داعش، حيث تكبّد التنظيم المتطرف خسائر كبيرة في معاركه مع الجيش السوري في محيط مطار "الطبقة العسكري".