عودة جديدة لرموز الحزب الوطني ورجال مبارك على الساحة السياسية بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ثورة يناير ضد الفساد السياسى والقهر والاستبداد، بعد خروج "أحمد عز" مؤخرًا طل علينا أمس وزير الداخلية الأسبق المتهم بقتل متظاهري يناير أثناء جلسة محاكمته وهو يدافع عن نفسه، واصفًا ثورة يناير "بالمؤامرة" وشهداءها ومصابيها ومن قام بها بالعملاء، فلم يكن خبر خروج "عز" ولا مرافعة "العادلي" عن نفسه أمس صادمة للسياسيين والنشطاء؛ لأنهم أصبحوا مهيئين لتصدر رموز الوطني الساحة السياسية مرة أخرى بعد إتمام مهرجان البراءة للجميع. عن هذا قال البرلماني السابق أبو العز الحريري: خروج رموز مبارك بهذا الشكل الذي نتابعه منذ فترة يؤكد أن النظام الحالي فلولي في الأساس, مضيفًا أنه بعد أكثر من ثلاث سنوات على ثورة يناير نستطيع أن نقول إن مبارك ورجاله ونظامه وسياسته موجودون بقوة على كرسى حكم مصر وخروجهم يعني المفاجآت الفترة المقبلة. وأضاف عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي: إن الوضع أكثر خطورة مما نتخيل؛ فالأزمة الحقيقة ليست في رموز رجال مبارك، ولكنها في أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا بالحزب الوطني فكل ما يحدث يؤكد أن البرلمان المقبل ستكون الغالبية فيه للفلول، وعلى القوى السياسية إعادة الاصطفاف لمواجهتهم، حتى لا يكون هذا مصير المحليات أيضًا. وفي نفس السياق قال مصطفى شوقي، عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة: بعد رحيل مبارك انقسم فلول نظامه إلى قسمين قسم يتبرأ من النظام ويدعي معارضته من الداخل، وآخر أعلن بشكل واضح كراهيته للثورة ووقوفه ضدها، وكان حكم عزل فلول مبارك واضحًا ومعبرًا عن نجاح الثورة فكيف لمن أفسد الحياة السياسية المشاركة فيها؟! ولكن النظام الحاكم أعاد الفلول إلى الحياة السياسية وسمح لهم بالتحرك، وكيف لا والتربة أصبحت ممهدة لهم؟ فقد تم وأد الثورة وتشويهها عن طريق الإعلام واعتقال قياداتها".