عبرت جامعة الدول العربية اليوم عن قلقها الكبير جراء التصعيد الإسرائيلي المتواصل بحق المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال منددة في الوقت نفسه بالعدوان الذي طال أسرى سجن “نفحة” يوم أمس. وأدان الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة السفير محمد صبيح في تصريحات صحفية هذا العدوان مشددا على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لانهاء معاناة أكثر من خمسة آلاف معتقل في السجون الإسرائيلية. وأشار إلى أن اقتحام قوات الاحتلال لأحد أقسام سجن “نفحة” ما أدى إلى اصابة 10 معتقلين على الأقل بجروح هو استكمال لجرائم إسرائيلية خطيرة تنفذ بحق المعتقلين من ضمنها مشاركة أطباء إسرائيليين بتعذيب الأسرى لإرغامهم على الاعتراف. وذكر صبيح بنتائج اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي خصص يوم 13 أكتوبر الماضي لمناقشة قضية الأسرى وسبل مؤازرتهم والذي شارك فيه وزير شؤون الأسرى والمعتقلين في السلطة الوطنية عيسى قراقع. وقال “لقد أعاد هذا الاجتماع التأكيد على أهمية تدويل قضية الأسرى وتنفيذ قرار القمة العربية بخصوص تنظيم مؤتمر دولي خلال عام 2012 برعاية الجامعة العربية لمناصرة المعتقلين في سجون الاحتلال والبحث في السبل الممكن العمل من خلالها لملاحقة إسرائيل وإرغامها على تحسين ظروفهم وصولا للإفراج عنهم”. وأضاف “هناك تنسيق مستمر بين الجامعة العربية والسلطة الوطنية ممثلة بوزارة شؤون الأسرى في الخطوات المتبعة لدعم المعتقلين في السجون الإسرائيلية وطرح قضاياهم”. وأوضح أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بعث مؤخرا برسائل عديدة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسات حقوقية أخرى لوضعهم في صورة التصعيد الإسرائيلي بحق الأسرى ولحث هذه الأطراف على تقديم كل ما هو ممكن للتخفيف عنهم. وشدد صبيح على ضرورة إيلاء ملف الأسرى أولوية خاصة لأن الانتهاكات بحقهم تمثل انتهاكا لاتفاقيات دولية عديدة. وفي سياق آخر، استنكر صبيح موافقة الحكومة الاسرائيلية على بناء أكثر من 100 وحدة استيطانية في مستوطنة (شيلو) بالضفة الغربية مشددا في الوقت نفسه على أن الشجب والاستنكار من قبل المجتمع الدولي لا يكفيان لأن إسرائيل عمليا تدمر حل الدولتين وتضع عقبات وعثرات إضافية في طريق التسوية وأمام الجهود المبذولة لإعطاء دفعة لعملية السلام إلى الأمام.