من ظن أن مجزرة الاحتلال الصهيونى فى حى الشجاعية بقطاع غزة التى ما زالت تنفذها ستكون آخر المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى المحتل فهو واهم؛ فالعلاقة بين استمرار الاحتلال والمجازر على الأرض الفلسطينية هى علاقة طردية، فوجود الاحتلال يعنى بالضرورة استمرار المجازر. فخلال 78 عامًا من الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية نفذت قوات الكيان الصهيونى أكثر من 70 مجزرة راح ضحيتها مئات الآلاف من الشعب، أغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء، كان أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا: 16 – 18/9/1982(استمرت ثلاثة أيام، ويقدر عدد الضحايا بحوالى 3500 شهيد فضلاً عن جرحى بالمئات)، مجزرة دير ياسين 9 – 10/4/1948، واستشهد فيها 254 منهم 25 امرأة حاملاً و52 طفلاً دون سن العاشرة وجرح المئات)، مجزرة مخيم خان يونس 3/11/1956 (استشهد 250 من المدنيين). وربما كانت أبشع المجازر فى السنوات الأخيرة مجزرة حرب غزة في يوم 27 ديسمبر 2008م إلى 18 يناير 2009م: معركة الفرقان أو عملية الرصاص المصبوب، وأدى القصف إلى استشهاد أكثر من مائة من قوات الشرطة والأمن الفلسطينية، وكانت حصيلة قتلى هذه العملية ما لا يقل عن 1417 شهيدًا توزعوا كالتالي: 926 مدنيًّا، بينهم (313 طفلاً، و116 امرأة)، 255 شرطيًّا، 236 من عناصر المقاومة، بينهم نزار ريان أحد قادة حماس، ووزير داخلية حكومتها سعيد صيام، 14 من الطواقم الطبية، و4 صحفيين، إضافة إلى أكثر من 5450 جريحًا. وبينما يتم الحديث عن المجازر الصهيونية، تواصل قوات الاحتلال الصهيونية لليوم الثالث قصف حى الشجاعية؛ لتنفذ مجزرة جديدة، حيث إنه وفقًا لمصادر طبية فلسطينية فإن القصف الصهيونى أسفر عن استشهاد أكثر من 80 فلسطينيًّا أغلبهم من الأطفال، وإصابة أكثر من 400 معظمهم فى حالات حرجة، كما دمرت تقريبًا أغلب منازل الحى جراء القصف. من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامى أن عدد الشهداء بحي الشجاعية قد يتجاوز المائة، وأن جثث العديد من الشهداء مقطعة وصارت أشلاء، وأن هناك انتقامًا إسرائيليًّا غير مسبوق. وفى السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ارتفعت إلى 604 شهداء و3700 جريح، وأن عدد شهداء أول أمس الأثنين وحده بلغ 46 شهيدًا حتى الآن. وأشار الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في تصريحات صحفيه إلى استشهاد سهى نعيم الخروات (25 عامًا) وهي حامل والطفلة منى رامي الخروات (4 أعوام) في قصف لمنزلهم شمال القطاع، وكذلك استشهاد المسنة فاطمة حسن عزام (70 عامًا) وشقيقتها مريم حسن عزام (50 عامًا) من منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة.