لم تسلم مصر من العمليات الإرهابية منذ عزل مرسي والإطاحة بالإخوان من الحكم، حيث شهدت العديد من الأعمال الإرهابية، آخرها تفجيرات العريش، وقبلها حادث الاتحادية الذي حذر منفذوه المدنيين وطالبوهم بالابتعاد عن المنطقة، لكن الحكومة وقوات الأمن تعاملت مع الموقف بهدوء غريب واستهانت به، ليتم تنفيذ العمل الإرهابي بالفعل وتراق الدماء المصرية من جديد بفعل إرهاب لا يزال الأمن عاجزا عن الإحاطة بمنفذيه والمخططين له. وأعادت الجماعات الإرهابية تهديداتها، حيث حذرت «داعش»، أمس الاثنين، عبر حسابها الرسمي على «تويتر» سكان القاهرة، وطالبتهم بالابتعاد عن أقسام الشرطة والمقار الأمنية. الأمر الذي يفرض تساؤلا لا مفر منه: «هل يتجاهل الأمن المصري والحكومة هذه التحذيرات أم تتعامل معها بالجدية الواجبة؟»، كما يرتبط بهذا التساؤل سؤال يجب أن يجيب عنه الأمن المصري: «هل تستطيع داعش اختراق الأراضي المصرية؟». وتعليقا على الأمر، حذر العميد حسين حمودة – الخبير الأمني، من تهديدات داعش، مشددا على ضرورة التعامل معها على محمل الجد، وألا يتم التعامل معه مثلما كان التعامل مع التحذيرات التي سبقت حادث الاتحادية. وأشار فى تصريحات ل"البديل" إلى أن حادث العريش الأخير بداية مخططات الارهاب في مصر، والتي كان المقصود بها مديرية أمن العريش وجاءت بالخطأ على بعض مساكن المدنيين، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية جميعها تستهدف المقار الأمنية ويحاولون كسب تعاطف جماهيري من خلال تحذيراتهم للمدنيين كما حدث مع أنصار بيت المقدس في حادث الاتحادية، فجميعهم يتخذون نهجا واحدا. وأوضح «حمودة» أن داعش تمثل الآن أكبر التنظيمات الإرهابية وكل الجماعات الصغيرة ستنضم إليها كي تستخدم العلامة التجارية ل «داعش»، فقد بات لها «رونق» مثل رونق تنظيم القاعدة، حيث إن تنظيم داعش كان جزء من القاعدة وانفصل عنها وتمدد وحقق إنجازات كبيرة على الأرض لم يحققها أي تنظيم ارهابي متأسلم في التاريخ الحديث. وأشار إلى أن هناك أحاديث ستعلن عن مبايعة أنصار بيت المقدس لداعش لتكون هي الفرع، بمعنى أن «أنصار بيت المقدس» ستكون الفرع المصري لداعش، وهو ما يعني أن دخول داعش مصر أمر سهل وتنفيذ تهديداتهم وارد. وطالب «حمودة» بضرورة تكثيف الكاميرات المتواجدة بالأماكن الحيوية وكلاب الكشف عن المفرقعات وأجهزة الاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى عدم إغفال الحكومة التفصيلات الصغيرة مثل تقليم الأشجار وإزالة القمامة وعدم السماح بانتظار السيارات بالقرب من أقسام الشرطة. وقال اللواء محمد عبد الفتاح عمر، إن تهديدات داعش مجرد «تهويش»، فأي جماعات إرهابية لا تواجه مباشرة رجلا لرجل، بل تتعامل بأسلوب الخسة والندالة، والهدف من تهديداتهم النيل من طمأنينة وأمن وأمان المواطن المصري وإرباك أجهزة الأمن. وأضاف أن قوات الأمن ستحول بينهم وبين هذا الهدف، لأن عمل قوات الأمن الأساسي تأمين المواقع قبل الانفجارات وليس بعدها، مشيرا إلى أن تهديداتهم مجرد «كلام في الهوا» لأن هناك تكثيف أمنى حول المقار الأمنية وأقسام الشرطة بالفعل. وحول إمكانية دخول «داعش» مصر، قال «عمر» إن مصر بلد مفتوح للجميع وأي شخص يستطيع الدخول، فمن يدخل لن يكون معروفا أنه تابع لداعش أو غيرها من الجماعات الإسلامية، مشددا على ضرورة أخذ الحذر حيث إن هؤلاء الأشخاص مستأجرين بواسطة تمويلات خارجية، ويعملون لحساب مخابرات عالمية هدفها زعزعة الأمن في البلاد ونشر الرعب داخل مصر. فيما يرى اللواء جمال أبو ذكرى – الخبير الأمني، أن تهديدات داعش لا قيمة لها، مشيرا إلى أنها لا تقف على أرض صلبة، وكل ما يستطيعون فعله هو ما يحدث الآن من زرع قنبلة هنا أو هناك، وهذا لا يسمى رعبا، مستبعدا تماما قدرة داعش على التغلغل في الأراضي المصرية. وشدد «أبو ذكرى» على ضرورة توعية المواطنين، بعدم السماح لأي كيان بزعزعة أمن الوطن، وسرعة الإبلاغ حال ظهور أي أشخاص غرباء بأي منطقة.