تستعد محافظة بورسعيد لاستقبال شهر رمضان المبارك بعد عدة أيام، وسط فرحة الأهالي بحلول الشهر المبارك تقابل هذه الفرحة قلق مستمر وخيبة أمل من الزيادة المستمرة للأسعار التي يشنها التجار على جميع السلع بلا استثناء، مستغلين قدوم الشهر المبارك وبلا أية مراعاة للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ولا المواطن البسيط ومحدودي الدخل، فيما تتقدم القوات المسلحة والعديد من رجال الأعمال بإقامة موائد الرحمن وتوزيع الشنطة الرمضانية على الأهالي والفقراء ومحدودي الدخل بالمحافظة ما حول هذة الموائد الى حلم ينتظرة كافة الفقراء ومحدودى الدخل بالمحافظة لموجهه غلاء الاسعار . حيث أصيب الآلاف من أبناء وزوار بورسعيد بخيبة أمل حيال أسعار "ياميش رمضان" والخضروات والفاكهة والبقوليات، وبعض المنتجات الضرورية الأخرى التي تجاوزت أسعارها كل الخطوط الحمراء لميزانية الأسرة المتوسطة وفوق المتوسطة، ليصبح حكرًا على الأثرياء فقط . وقد كانت إدارة الشئون المعنوية بقيادة الجيش الثاني الميداني، قد قامت بتوزيع 16 ألف كرتونة مواد غذائية على سكان المناطق الأكثر فقرًا بمحافظة بورسعيد بمناسبة شهر رمضان المبارك، تحتوى الكرتونة الواحدة على كمية من السكر والأرز والسمن والشاي والمكرونة . كذلك تستعد القوات المسلحة لإقامة 12 "مائدة رحمن" بجميع أيام شهر رمضان المبارك وبمناطق مختلفة في المحافظة، وهي منطقة " زرزارة، القابوطي، عزبة أبو عوف، موقف السكة الحديد، وموقف دمياط، والقاهر، وأمام مسجدي التوحيد ومريم" . وتقدم القوات المسلحة من خلال هذه الموائد 150وجبة ساخنة يوميًا بإجمالي 1800 وجبة يوميًا يتم الكشف عليها بمعرفة القوات المسلحة وتقدم على أعلى مستوى من الأطعمة والمأكولات والحلوى . وفي سياق متصل لوحظ في الآونة الأخيرة أن المناطق الشعبية والتجارية ببورسعيد قد سجلت تراجعًا ملحوظًا في إعداد "موائد الرحمن" المخصصة لإفطار الصائمين من الفقراء وعابري السبيل والمغتربين بالمحافظة، فيما جاء تدخل القوات المسلحة خلال السنوات الأخيرة بموائدها العامرة والمنظمة والمنتشرة بالمناطق الشعبية وأمام قرى المحافظة بطريق بورسعيد – دمياط ومدينة بور فؤاد ليجدد آمال الفقراء والمغتربين والعمال الوافدين بالمدينة في العثور على وجبة لائقة على الإفطار بعد يوم من الجوع والعطش . كذلك أكد مصدر عسكري عن توفير 1200 وجبة متكاملة يوميًا بموائد القوات المسلحة الموزعة على جميع أحياء بورسعيد، وبور فؤاد وعلى رأسها المائدة الملاصقة لقصر الثقافة بشارع الأمين والقريبة من لسان ناصر والسلام والأمين، والتي يقطنها العديد من الأسر الفقيرة، والمائدة القريبة من محطة السكة الحديد بحي الشروق والتي تخدم المسافرين وأبناء المدينة وقاطني حي العرب على السواء . وقد أشاد الكثير من الأهالي بالمحافظة بدور القوات المسلحة الذين يقومون على خدمة ضيوف تلك الموائد ونظافة وتنظيم المكان عقب الإفطار، وذلك في الوقت الذي يحرص فيه المحافظ، وقيادات الجيش الثاني الميداني والقاعدة البحرية والمحافظة والأحياء على مشاركة رواد هذه الموائد إفطارهم ولإضفاء أجواء المودة بين الجميع . وعلى جانب آخر تشهد أحياء محافظة بورسعيد وأحياءها المختلفة الكثير من المساهمات الخيرية والمبادرات "موائد الرحمن" من بعض رجال الأعمال تجاه الفقراء خاصة المبادرات التي كانت تغطى جميع الشوارع الرئيسية بأحياء العرب والشرق والمناخ والمناطق التجارية بالحميدي وأول العرب . حيث يتمسك الأغلبية العظمى من تجار ومستوردي بورسعيد بإنشاء موائد الرحمن، وأن في مناطق مختلفة في محاولة للوصول إلى للفقراء ومحدودي الدخل من أبناء المحافظة، وتستقبل هذه الموائد الآلاف من الزائرين يوميًا خلال أيام الشهر الكريم، بدءًا من قرية أم خلف جنوب بورسعيد حتى المناطق العشوائية ب "عزبة أبو عوف" غربًا وميدان السكة الحديد لاستقبال المسافرين الوافدين من أنحاء صعيد مصر . كما أن الكثير من الفقراء ينتظرون "شنطة رمضان" التي يتبارى التجار في التبرع بها للأسر الفقيرة ومحدودي الدخل مع بدايات الشهر الكريم، والتي يقوم عليها بعض التجار والجمعيات الدينية وعلى رأسها جماعة أنصار السنة، علاوة على بعض الموائد الموجودة بالمساجد الكبرى بالأحياء الشعبية، حيث أن كثيرًا من البورسعيدية يعانون من الظروف المعيشية الضيقة، كما أن هناك الكثير من الأغراب . فيما أكد الحاج "سعيد الطيب" احد تجار بورسعيد أن النسبة الأكبر من رجال الأعمال والتجار يفضلون الشنط الرمضانية عن إقامة موائد الرحمن، كما كان معمولًا به حتى العام الماضي، وأرجع ذلك لعدة أسباب منها أن رجال الأعمال أصبحت لديهم قائمة بمن يتردد على الموائد التي وجد أن معظمهم لا يأتي للمائدة، إضافة إلى تعرض العديد من الموائد خلال رمضان الماضي لعمليات بلطجة للحصول على ما هو موجود بها عن طريق حمل الأسلحة البيضاء والسيوف وغيرها في ظل تردي الأوضاع الأمنية في الداخل . وأشار الحاج سعيد إلى أن جميع هذه العوامل أدت إلى توجه العديد من رجال الأعمال للشنط الرمضانية وأنا واحد من ضمنهم خاصة أن الشنط الرمضانية يمكن توصيلها للأسر حتى المنازل بطريقة محترمة تصون كرامة المواطنين، ويمكنهم التصرف فيها بما يتراءى لهم وفقًا لاحتياجاتهم، مشيرًا إلى أن الشنط الرمضانية تتكون من جميع السلع الأساسية والمكملة الخاصة بشهر رمضان، ويتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين . وأشار إلى أن كل واحد يعلم تمامًا فقراء المنطقة أو الحي الموجود به وبالتالي فهو يستطيع الوصول إليهم بسهولة ويسر، والتأكد من حصولهم على ما يكفيهم طوال شهر رمضان، مشيرًا إلى أن ذلك لا يمنع أن هناك رجال أعمال سيبقون على إقامة موائد الرحمن كعادة كل عام .