اقترب المنتخب الكولومبي بشدة من اللحاق بتشيلي وهولندا المتأهلان رسميا لثمن نهائي كأس العالم، وذلك بعدما حقق فوزا مثيرا على كوت ديفوار بهدفين لهدف، في المباراة التي جمعتهما اليوم على ملعب جارينشيا ضمن الجولة الثانية بالمجموعة الثالثة. الفوز منح كولومبيا ثلاثة نقاط اعتلت بهم منفردة صدارة المجموعة، في انتظار المباراة الثانية بالجولة بين اليابان واليونان في الواحدة بعد منتصف الليل، والتي سيتحدد وفق نتيجتها ما يحتاجه الأفيال في مباراتهم المصيرية الأخيرة أمام اليونان، في نفس التوقيت الذي يواجه فيه كولومبيااليابان. المباراة كانت مثيرة بشكل كبير خاصة في الشوط الثاني الذي عرف العديد من المنعطفات الخطيرة، أبرزها الدقائق ال9 من 64 حتى 73 وهي الفترة التي جاءت فيها الأهداف الثلاثة. الشوط الأول كان متكافئا، دانت الأفضلية فيه نسبيا لكولومبيا، فيما كانت كوت ديفوار ندا حقيقيا وساد التكتيك والأفكار من المدربين على مجرياته. بدأت كولومبيا المباراة بهجوم، فيما تحفظ الإيفواريون في انتظار عبور حمى البداية. وبعد دقائق من السيطرة اللاتينية لم تعرف خطورة سوى من التمريرة البينية لكوادادو الذي انطلق ولكنه فضل التمرير بدلا من السديد في المرمى. دخلت كوت ديفوار في المباراة بادلت منافسها الهجمات معتمدة على خط الوسط بقيادة يايا توريه في غياب نسبي لجيرفينيو وجارديل بديل كالو في لقاء اليوم. أخطر هجمات الشوط الأول كانت لكولومبيا وفي منتصفه تحديدا عندما انطلق جيمس رودريجيز وأرسل عرضية متقنة لتيو على نقطة الجزاء دون رقابة على الإطلاق ولكنه وضعها بغرابة خارج الملعب. الدقائق الأخير تحولت فيها الأفضلية تماما للإيفواريين، وسنحت عدة فرص للتسجيل ولكن غياب اللمسة الأخير لصناع اللعب حرمت الفريق من التسجيل لينتهي الشوط سلبيا. الشوط الثاني اشتعلت فيه الأجواء وضغطت كولومبيا أكثر، وأوقف القائم تسديدة مستحيلة لكواردادو. وفي الدقيقة 64 اهتزت الشباك للمرة الأولى عن طريق جيمس رودريجيز الذي سجل ثاني أهدافه المونديالية برأسية صاروخية بعد ركنية متقنة. انطلق الإيفواريون للهجوم بعد التأخر في النتيجة ولكن خطأ فادح من محور الارتكاز سيري دي، تسبب في هجمة مرتدة أنهاها البديل كوينتيرو بتسديدة يسارية أرضية في شباك أبو بكر باري وذلك في الدقيقة 67. لم ييأس الإيفواريون ونجحوا في صناعة السيناريو الأمثل عندما قلص جيرفينيو النتيجة في الدقيقة 74 بمجهود فردي وتسديدة رائعة على يسار الحارس الكولومبي أوسبينا. الربع ساعة الأخير كان مشتعلا بين هجوم إيفواري ودفاع كولومبي، واعتمدت كوت ديفوار على العرضيات بتواجد دروجبا في منطقة الجزاء، إلا أنهم لم يجدوا المرمى مجددا، لتخطف كولومبيا انتصارا مستحقا، وتحافظ كوت ديفوار على حظوظها الكاملة في التأهل الأول في تاريخها لثمن النهائي.