قلبت هولندا تأخرها بهدفين أمام أستراليا المقاتلة وفازت عليها بثلاثة أهداف في واحدة من أروع مباريات المونديال، وذلك ضمن مباريات الجولة الثانية للمجموعة الثانية، على ملعب بورتو أليجري بالبرازيل. هولندا بهذا الانتصار وضعت قدما في الدور الثاني ولكنها لم تتأهل رسميا، حيث إنها تحتاج لعدم فوز إسبانيا اليوم على تشيلي لضمان العبور الرسمي، أو انتظار الجولة الأخيرة لاحتمالية تساويها مع إسبانيا وتشيلي ب6 نقاط لكل منهما وتحسم الأهداف اسم العابرين. أستراليا كانت المفاجأة الارة في لقاء اليوم الذي قدم فيه عرضا هجوميا مميزا خاصة في الشوط الأول، وآمنت بحظوظها في مغالطة وصيف بطل العالم ولولا سوء التوفيق وقلة الخبرة في بعض الأحيان أسهم في الانتصار الهولندي الثمين. الشوط الأول كان مفاجئا، فالجميع انتظر الوجه الذي ستظهره هولندا بعد انتصارها المبهر الجولة الماضية على أبطال العالم بخماسية، إلا أن المفاجأة كان من المنتخب الأسترالي الذي صنع الحدث وقدم شوطا خرافيا، كان الأفضل فيه في كل شيء، وبرغم تأخره في النتيجة عاد بأروع أهداف المونديال على الإطلاق وكان الأقرب للتقدم. بدأت المباراة بهجوم أسترالي وقاد الجناح الأيمن وأحد مفاجآت البطولة منذ المباراة الماضية ليكي جناح فرانكفورت الألماني فريقه ببراعة من الجبهة اليمنى، وشكلت انطلاقاته السريعة خطرا على المرمى الهولندي. توالت الهجمات الأسترالية في وقت حاول فيه الهولنديين الاعتماد على الهجمات المرتدة، ولكن معظمها لم يكتمل بسبب كثرة التمريرات الخاطئة لصانع الألعاب شنايدر. وبعد 20 دقيقة ومن أول خطأ في الدفاع الأسترالي تمكن روبين من مراوغة مذهلة في وسط الملعب وانطلق بالكرة مثل السهم صوب المرمى الأسترالي ولم يستطع أي من المدافعين اللحاق به، ووضع الكرة بمهارة كبيرة في الشباك معلنا تقدم فريقه ومتساويا في صدارة الهدافين مع الألماني وزميله في بايرن ميونيخ توماس مولر بثلاثة أهداف لكل منهما. لم يهنأ الهولنديون بهدفهم لأكثر من دقيقة لأن الدقيقة التالية شهدت أجمل أهداف المونديال عندما استقبل كاهيل تمريرة طولية لم يتركها تلمس الأرض وسددها يسارية خرافية على الطائر ارتطمت بالعارضة وسكنت مرمى سليسين مهدية أستراليا تعادلا عادلا. واصلت أستراليا مفاجآتها في هذا الشوط وكان فريقها الأحرص على الوصول للهدف الثاني وصنعت أكثر من فرصة لذلك كان أخطرها من تصويبة بريشيانو بعد صناعة جديدة لليكي ولكنها مرت فوق العارضة بسنتيمترات قليلة، لينتهي الشوط متعادلا. الشوط الثاني كان أفضل أشواط المونديال على الإطلاق بامتياز، فهولندا دخلت باندفاع هجومي خاصة بعد تغيير ممفيس بدلا من إيندي ليتغير معها أسلوب الأداء إلى 4-4-2. بعد البداية الهجومية الهولندية عادت أستراليا للانطلاق، ونجحت في الحصول على ركلة جزاء بعد لمسة يد من يالمات وحولها القائد جينياك لهدف التقدم في الدقيقة 54 وسط فرحة لا تصدق من أكثر من 18 ألف أسترالي في المدرجات. لم تمتلك أستراليا الخبرة التي تساعدها للحفاظ على التقدم لأطول فترة ممكنة، فمن خطأ دفاعي ساذج استلم فان بيرسي غير المتسلل بينية مثالية سجل منها هدف التعادل وثالث أهدافه هو الآخر في المونديال. الدقيقة 67 حملت هدفا مؤكدا للأستراليين بعد انطلاقة لأوار من الجبهة اليسرى وعرضية لليكي داخل منطقة الجزاء إلا أنه أساء التعامل مع الكرة ووضعها بصدره في يد الحارس، لترتد هجمة مرتدة سريعة ينهيها البديل ممفيس بتسديدة قوية غالطت حارس أستراليا وأهدت الانتصار للبرتقالي. فان بيرسي سيغيب عن مباراة الحسم أمام تشيلي بعد حصوله على الإنذار الثاني، الأمر ذاته لتيم كاهيل في لقائه الأخير أمام إسبانيا.