اهتم موقع "ناشونال انترستس" الأمريكي اليوم بسياسة مصر الخارجية بعد فوز المرشح الرئاسي "عبد الفتاح السيسي" بالانتخابات الرئاسية وفقا للنتائج الأولية، وقال إن عدد قليل من الناخبين المصريين يشعرون بالقلق تجاه سياسة بلادهم الخارجية، ولكن ما يهمهم هو الحالة الاقتصادية ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي والإرهاب الذي تواجهه البلاد، بالإضافة إلى عدد الأزمات الداخلية التي لا تحصى، لذلك فمن السهل فهم لماذا لا يهتم الشعب بالقضايا الأخرى. ويرى الموقع أن الرئيس القادم لمصر سيضطر للتعامل مع تحديات عديدة على طول حدود بلاده وكافة أنحاء المنطقة، والمشكلات الخارجية قد تشكل تحديا وتهدد استقرار البلاد أكثر من المشكلات الداخلية. ويشير إلى مشكلة سد النهضة مع إثيوبيا، فقد وصفها "السيسي" بأنها مسألة حياة أو موت، حيث إن السد يهدد إمدادات المياه لمصر، موضحا أن المصريين يحصلون على 90% من احتياجتهم للمياه من نهر النيل. ويعتقد الموقع الأمريكي أنه حال لم تتوصل الحكومة المصرية الجديدة لحل حيال تلك الأزمة، فمهاجمة إثيوبيا عسكريا لن يكون الخيار الأمثل، وعلى الرئيس القادم التوصل إلى حل وسط مع أديس أبابا وتقديم التنازلات حول المياه والكهرباء المولدة من السد. ويلفت إلى الانفلات الأمني الذي أصاب ليبيا منذ ثلاث سنوات وعمليات تهريب الأسلحة على الحدود المصرية الليبية، ولكن مصر أخيرا تحركت لمواجهة التهديدات الأمنية على حدودها، حيث يشاع إن اللواء اللييبي السابق "خليفة حفتر" مدعوم من مصر لمواجهة المليشيات في بلاده، وأنصاره يلقبونه ب"السيسي" لسياسته المتشددة ضد الجماعات التكفيرية، مؤكدا أن على الرئيس القادم غلق الحدود مع ليبيا لفترة . وفيما يخص إسرائيل، قال الموقع إن على مصر تحقيق التوازن بين التعاون مع إسرائيل ودعم الشعب الفلسطيني، فالقاهرة دائما البطل المدافع عن القضية الفلسطينية. ويوضح الموقع أن الغرب يهمه استقرار مصر، وكذلك روسيا، مؤكدا أن على "السيسي" إصلاح صورة مصر الدولية التي تضررت بعد الإطاحة ب"محمد مرسي"، يجب عليه الابتزام بالحريات المدنية وتخفيف القيود. ويري أن سوريا ستظل "الفيل" في غرفة السياسة المصرية الخارجية، وذلك من شانه أن يخدم "السيسي"، فانحيازه لنظام السوري سيشكل نقلة في سياسة مصر، رغم أن غالبية المصريين لايزالوا متعاطفين مع الانتفاضة السورية، موضحا أن دعم مصر لسوريا قد يأتي على حساب المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة.