علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، على إعلان تايلاند بأن ما حدث بالأمس يعد انقلابا عسكريا، وذكرت أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أصدر بيانا شديد اللهجة انتقد فيه ما حدث، وقال:" أشعر بخيبة أمل تجاه قرار الجيش التايلاندي بتعليق الدستور والسيطرة على الحكومة بعد فترة طويلة من الاضطرابات السياسية، مضيفا أنه لا يوجد مبرر للانقلاب". وترى الصحيفة أن تصريحات "كيري" متناقضة مقارنة بما فعله مع مصر بعد إطاحة الجيش المصري بالرئيس الإخواني "محمد مرسي" العام الماضي، حيث تنقل تصريحات "كيري" تجاه ما حدث في مصر، قائلا:" الملايين طالبوا الجيش بالتدخل، وجميعهم كانوا خائفين من حالة الفوضى وأعمال العنف، كما أن الجيش لا يتولى إدارة البلاد، فهناك حكومة مدنية، في الواقع ما حدث كان استعادة للديمقراطية". وتضيف الصحيفة الأمريكية أن إدارة الرئيس "أوباما" لم تقر فعليا بأن ما حدث في مصر انقلاب أو لا، ولكن يبدو أن هناك ازدواجية وانفصال في التعامل، متسائلة: ما هو الاختلاف بين مصر وتايلاند، ويجيب على ذلك السؤال المحلل السياسي الأمريكي "جاي أولفدر" والذي يركز على عدم الاستقرار السياسي: قائلا:" الولاياتالمتحدة تقاوم المقارنة بين الحالتين، رغم أن كل التعاريف السياسية التي يستخدمها السياسيون تشير إلى أن ما حدث في القاهرة الصيف الماضي، وفي تايلاند بالأمس انقلابات عسكرية بنجاح، وعلى أساس الحقائق وحدها، لا يوجد أي اختلاف بينهما". ويوضح "أولفدر" أن أركان الانقلاب تتكون من ثلاث نقاط رئيسية، وهي استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، ويصدر ذلك من قبل أشخاص داخل الحكومة أو قوات الأمن، حيث يهدف التهديد للسيطرة على السلطة السياسية الوطنية، وفي بعض الأحيان يتم إضافة نقطة رابعة، وهي أن الاستيلاء على السلطة يتم بوسائل غير دستورية أو غير قانونية، وبعد توضيح تلك النقاط أكد أن تايلاند على الأقل استوفت ثلاث نقاط، أما في مصر فقد استوفت الأربع. وتلفت "واشنطن بوست" إلى أن المساعدات الخارجية تلعب دورا مهما، فوفقا للقسم 508 من قانون المساعدات الخارجية الأمريكية، توقف واشنطن المساعدات للدول التي تتعرض لانقلاب عسكري، ولكن لغة القانون تترك مجالا مفتوحا للتأويل والتلاعب. ووفقا ل"موراي هيبرت" نائب مدير مركز دراسات جنوب شرق آسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية:" تايلاند حليف غير عضو في حلف الناتو، ولكنها لا تحصل على 1.5 مليار دولار مساعدات كما تحصل مصر"، موضحا أنه بعد انقلاب 2006 في تايلاند علقت واشنطن مساعداتها للحكومة التايلاندية وتبلغ 24 مليون دولار، ولكن في البيان الذي أصدره "كيري" ألمح إلى أن الإدارة الأمريكية ستراجع مساعداتها لبانكوك، وهي محاولة لترك العديد من الخيارات لدى التايلانديين، بالإضافة إلى أن البلاد ستشهد المزيد من التطورات والتحولات.