في الوقت الذي قال فيه الكاتب الصحفي جهاد الخازن إن المشير عبد الفتاح السيسي أخبره أثناء لقائهما الذي جمع بينهما أول أمس الثلاثاء أنه يرحب بعودة الإخوان إلى الحياة السياسية بشرط وحيد وهو نبذ العنف، صرح حمدين صباحي المرشح الرئاسي المحتمل لرئاسة الجمهورية في لقاء تليفزيوني مع الإعلامي عمرو أديب أنه إذا فاز بمنصب رئيس الجمهورية، سيسمح للإخوان بالتظاهر في الشوارع والجامعات، وسيتركهم يرفعون شعارات رابعة، وذلك بشرط ألا يرتكبوا أعمال عنف. التقى المتنافسان في معركة الرئاسة على رأي واحد، فكلاهما قرر حال وصوله إلى «الاتحادية» السماح بعودة «الإخوان» إلى الحياة السياسية، والسماح لهم بالتظاهر، شريطة عدم استخدام العنف. المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الذي يبدو أقرب إلى قصر الاتحادية أعلن ذلك في لقاء له مع الكاتب الصحفي جهاد الخازن، وفق رواية الأخير، فيما أقر حمدين صباحي بهذا في لقاء تليفزيوني مع عمرو أديب. «البديل» حاولت استقراء التصريح وفكرة «المصالحة» مع الإخوان من خلال آراء بعض السياسيين.. يقول الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "قلت كثيرًا إن أي مرشح سيفوز في الانتخابات الرئاسية لن يستطيع أن يخرج البلاد من أزمتها إلا إذا طرح صيغة مجتمعية متوافقًا عليها من الجميع للمصالحة، كما أن الرئيس القادم لن يستطيع إدارة الدولة بالحلول الأمنية وحدها دون حلول سياسية، ولا يجب أن نطمئن لتصريحات مرشحي الرئاسة في هذه الفترة التي تتسم بالدعاية الانتخابية، ويجب أن ننتظر حتى يصل أحدهما إلى مقعد الرئاسة لنعرف فعليًّا طريقة إدارته للأزمة. وقال رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري بحزب التجمع إن التصريحات التي نسبها جهاد الخازن إلى المشير عبد الفتاح السيسي لا يجب أن يتم التعليق عليها إلا إذا تأكدنا من صحتها 100%، متسائلاً "ماذا لو خرج المتحدث الرسمي لحملة السيسي بعدما تناول الإعلام الأمر وقال إن هذه التصريحات غير صحيحة أو أخرجت من سياقها أو تم تحريفها؟". وعن تصريحات «صباحي»، قال السعيد "هذا موقف قديم لحمدين صباحي وهو أحد الأسباب التي جعلت حزب التجمع يعتذر عن دعمه في الانتخابات الرئاسية"، مشيرًا إلى أن صباحي تحالف مع الإخوان في 2012 ودخل حزب الكرامة مجلس الشعب على قوائم الإخوان، وبعد 2012 ذهب صباحي لمكتب الإرشاد والتقى بقادة الإخوان. أما مجدي حمدان عضو الهيئة العليا لجبهة الإنقاذ الوطني فعلق على تصريحات السيسي قائلاً "إذن البرادعي لم يكن طابورًا خامسًا وخائنًا حين كان أول من أكد أن الدولة لن تمر من أزمتها دون مصالحة"، مشيرًا إلى أن السيسي أصبح الآن يلعب لعبة انتخابية بحتة، وترك ما قاله من قبل عن أن الإخوان جماعة إرهابية وطلبه التفويض من المصريين لمواجهة الإرهاب، متسائلاً "هل اكتشف السيسي فجأة أن الإخوان جماعة صالحة؟". وحول تصريحات صباحي قال «حمدان» هذا نهج حمدين من البداية، فهو ينظر للإخوان كفصيل وطني يمارس السياسة منذ 80 عامًا مع باقي القوى السياسية، ولم يغير حمدين رأيه أو ينعتهم بالجماعة الإرهابية، ذاكًرا تصريحات الببلاوي التى تقول إن وضع الإخوان كجماعة إرهابية قرار سياسي وليس قانونيًّا. وأضاف حمدان "أختلف مع تصريحات صباحي؛ فالإخوان جماعة تحاول إسقاط البلد بكل الطرق"، مؤكدًا أن "الأمر لم يعد يحتمل المزيد من التظاهر، والقوى السياسية منذ فترة متوقفة عن التظاهر، ويجب على الرئيس القادم أن يوقف التظاهر كليًّا؛ لأن مصر تمر بأخطر مراحلها على الإطلاق، فمعدلات التضخم وصلت إلى 11%، ونحن على حافة الإفلاس الفعلي بغض النظر عن المساعدات المالية من الخليج التي تمثل مسكنات وفقط".