اتهم النشطاء المؤيدون للديمقراطية اليوم الخميس قوات الامن السورية بقتل مالايقل عن عشرين شخصا وباعتقال نحو الفي شخص في جميع انحاء البلاد ، وذلك بعد مرور يوم على توصل حكومة دمشق الى اتفاق مع جامعة الدول العربية لانهاء العنف في سورية. وقال نشطاء في لبنان لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) ان قصف الدبابات الذي بدا فجر اليوم قتل 20 شخصا في بلدة حمس واصابت بجراح اكثر من 50 اخرين. وقال احد النشطاء ان بعض الجرحي عبروا الحدود الى لبنان للحصول على العلاج خشية ان تقتلهم قوات الامن اذا ماتم نقلهم الى مستشفي حكومة سوري. وقال مصدر امني لبناني ان حرس الحدود السوري اطلق النار بكثافة من الرشاشات على الجانب اللبناني للحدود لمنع الجرحي من الفرار . وكان ناشط سوري أكد في وقت سابق اليوم أن حوادث العنف تواصلت في سورية فجر الخميس رغم إعلان الحكومة قبول خطة الجامعة العربية لإنهاء الاضطرابات التي تعيشها البلاد. وأضاف الناشط عمر ادلبي ، المقيم في لبنان ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مظاهرات خرجت فجر اليوم في محافظات حمص وحماة وإدلب تطالب بالإطاحة “بالطاغية بشار الأسد”. وأوضح أن “جنود وشبيحة الأسد لا تزال تتواجد في نقاط تفتيش في حمص وضواحيها حيث تقوم باعتقال اشخاص وتقتلهم” ، وذلك رغم الاتفاق الذي أعلنت الجامعة العربية أمس التوصل إليه والذي يقضي بسحب فوري لكل القوات والعناصر الاستخباراتية من الشوارع. ومن جانبه قال المحلل السوري الموالي للحكومة ، شريف شحادة ، في تصريحات لقناة “الدنيا” التليفزيونية الحكومية إن دمشق قبلت هذه الخطة لتظهر للأشقاء العرب أن سورية ستعمل دائما من أجل إيجاد حل لإنهاء الاضطرابات في البلاد. وأضاف شحادة إن سورية وقعت على هذه الاتفاقية من منطلق قوة وليس من منطلق ضعف. ومن جانبه حذر العقيد السوري رياض الأسعد ، الذي يقود عناصر منشقة من الجيش السوري ، الجامعة العربية من أنه لا يمكن الوثوق في حكومة الأسد. وأردف الأسعد في تصريحات لل(د.ب.أ) عبر الهاتف اليوم الخميس: “نقول لجامعة الدول العربية.. احذروا هذا النظام الفاسد الكذاب هو نظام يريد فقط كسب المزيد من الوقت ولا يمكن الثقة فيه و علي الجامعة العربية ان تكون على حذر”. وذكر الأسعد ، ان الجيش السوري الحر الذي يقوده يضم ما بين 10 الاف الى 15 الف من المنشقين عن الجيش السوري ، بينهم قوات خاصة وحرس جمهوري ومخابرات. وردا على ما أثير من أن المنشقين يتلقون دعما ، اتهم الأسعد ، النظام السوري بالكذب وتلفيق الامور وقال “نحن حتى الان لم نتلق اي دعم من اي مكان حتى المعارضة لم تقدم لنا اي دعم”. وأضاف الأسعد ، المقيم في تركيا ، “نحن فقط نحصل على السلاح من الداخل وبدعم من المواطنين ونشتري السلاح من عناصر أمنية لانهم فاسدون ويبيعون أسلحتهم لنا ، و نشتري الأسلحة من كافة الأجهزة العسكرية التابعة للنظام بمساعدة ودعم المواطنين”. وفي تلك الأثناء ، نقل التليفزيون السوري الرسمي لقطات حية لمظاهرات حاشدة في محافظة طرطوس الساحلية مؤيدة للنظام السوري وقراره بشأن قبول خطة الجامعة العربية. وحمل أحد المتظاهرين لافتة مكتوب عليها “نرفض أي تدخل أجنبي في شئون بلادنا” ، وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لبشار الأسد. ومن ناحية أخرى دعت المعارضة السورية إلى التظاهر غدا الجمعة تحت شعار “الله أكبر ... لا تصدقوا النظام”. يذكر أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص بينهم 187 طفلا قتلوا خلال حملة القمع التي تستهدف المحتجين منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس الماضي وفق تقديرات الأممالمتحدة.