أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة -يونسكو- عن فوز المؤسسة العربية للصورة (لبنان)، والناشر والكاتب والناقد فاروق مردم بك (فرنسا)، بجائزة الشارقة للثقافة العربية لعام 2014. جاء اختيارهما من قِبل لجنة التحكيم الدولية الخاصة بالجائزة والمؤلفة من خبراء مرموقين، وذلك نظراً لأعمالهما الرامية إلى النهوض بالثقافة العربية ونشرها وتعزيزها، وستقوم إرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بتسليم الجائزة في حفل 2 مايو المقبل. «المؤسسة العربية للصورة» هي منظمة لا تستهدف الربح تقوم بجمع وحفظ وتوثيق الصور الفوتوغرافية للعالم العربي والشتات، ومنذ انطلاق هذه المؤسسة في عام 1997، فإنها تنظم معارض وتعمل على إقامة روابط التعاون والتبادل على الصعيد الدولي. وفضلاً عن ذلك، تقوم هذه المؤسسة بتشجيع الفنانين والنهوض بأعمالهم، وذلك من خلال شبكة إقليمية مهمة. وبالنظر إلى التقلبات التي يشهدها العالم العربي في الوقت الراهن، فإن عمل المؤسسة يتمثل في أداء دور حاسم الأهمية في ما يخص حفظ تاريخ المنطقة وتعزيزه، وذلك على المستويات الاجتماعية السياسية والاقتصادية، بل أيضاً من الناحيتين الفنية والثقافية، وهذه المؤسسة هي المؤسسة الثانية التي حصلت على الجائزة بعد المركز العربي البريطاني الذي فاز بها العام الماضي. أما فاروق مردم بك (فرنسا) فهو يُعتبر، منذ أكثر من عشرين عاماً تقريباً، أهم ناشر للأدب العربي المترجَم في فرنسا. فطوال مسيرته المهنية، تمكن مردم بك من تعريف الجمهور في فرنسا، بل وفي أوروبا أيضا، بمؤلفات الأدب العربي الكلاسيكي التي لا يمكن تجاهلها، فضلاً عن أعظم المؤلفين المعاصرين، شهود حالة الغليان في العالم العربي (من أمثال هدى بركات ومحمود درويش وعبد الرحمن منيف وصنع الله إبراهيم وإلياس خوري وحبيب سلمي وغيرهم). أما ما اكتسبه من خبرات كمترجم ومستشار ثقافي ومسؤول عن مكتبات رفيعة المستوى (ومنها مكتبة المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية ومكتبة معهد العالم العربي) وعن تحرير مجلات، فضلاً عن كونه كاتباً ومفكراً، فهو ما من شأنه أن يسهم في تحقيق العيش معاً وفي إقامة الحوار بين الثقافات.