أعلن أحمد هارون والي جنوب كردفان أن المئات من متمردي “الحركة الشعبية- فرع شمال السودان” قتلوا أمس الإثنين في معارك مع الجيش السوداني اندلعت إثر هجوم شنه المتمردون على مدينة تلودي، شرق عاصمة الولاية التي تدور فيها منذ أشهر مواجهات بين الحكومة والمتمردين. وقال هارون للصحفيين إن “المئات من جنود الحركة الشعبية قتلوا اليوم في هجومهم على مدينة تلودي والذي صدته القوات المسلحة”. وعلى الجانب الآخر، قال قمر دلمان المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان في جنوب كردفان إن القتال لم ينته وشكك في إحصاءات الحكومة قائلا إن خمسة فقط من مقاتلي الحركة قتلوا. وزعم أن المتمردين سيطروا على نحو نصف بلدة تلودي وقتلوا 273 من الجنود الحكوميين. ولم يتسن التحقق من صحة اي من هذه التقارير من مصدر مستقل. وكان المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد قال في وقت سابق إنه “صباح اليوم حاول المتمردون مهاجمة مدينة تلودي بأكثر من 700 مقاتل و12 ضابطا بهدف الاستيلاء عليها”. وأضاف الصوارمي أن “القوات المسلحة كانت ترصد وتتابع وانتظرت هؤلاء الغزاة الذين جاؤوا إليها من ثلاثة محاور وبمعدات وآليات كبيرة وكثيرة ولكن في ظرف ساعة تمكنت القوات المسلحة والدفاع الشعبي (قوات شبه نظامية) والخدمة الوطنية من صد هذا الهجوم ودحره تماما ومنيت قوات التمرد بخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات”. وتابع “شهد هذا الأسبوع تزايدا في نشاط الجيش الشعبي في جنوب كردفان”. ولم يحدد الصوارمي عدد القتلى أو الجرحى الذين سقطوا في أي من الجانبين. وتدور مواجهات بين الحكومة السودانية ومتمردي “الحركة الشعبية-فرع شمال السودان” في ولاية جنوب كردفان المتاخمة لحدود السودان مع دولة جنوب السودان منذ الخامس من يونيو الماضي. وكان العديد من السكان الأصليين لجنوب كردفان من قبائل النوبة قاتلوا في صفوف المتمردين الجنوبين أثناء الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه (1983-2005).