سيكون عشاق كرة القدم الجميلة على موعد اليوم الثلاثاء من مبارتين هامتين ومثيرتين في ذهاب ربع نهائي أقوى وأمتع وأشرس بطولة لكرة القدم على مستوى العالم، حين يفتح كل من مسرح الأحلام أولد ترافورد بمانشستر وكامب نو في برشلونة أبوابهما لاستقبال القمتين الكبيرتين بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ، وبرشلونة وأتليتيكو مدريد. الترشيحات قد تكون أقوى لكل من بايرن ميونيخ وبرشلونة في المبارتين إلا أن الكرة الأوروبية وحجم وعراقة المتنافسين يمحيان تلك الترشيحات من أساسها ويفتحان باب الاحتمالات على مصراعيه في مواجهتين خطيرتين. مانشستر يونايتد : بايرن ميونيخ يمر بايرن ميونيخ حامل اللقب وأول بطل متوج رسميا ببطولته المحلية هذا الموسم بفترة من أزهى الفترات التي عرفها في تاريخه الطويل، في وقت يمر فيه الشياطين الحمر بواحدة من أصعب سنواته على الإطلاق، وهو ما يجعل كفة البايرن أرجح لما يمتلكه من تكامل في الخطوط وقوة هائلة. هذا هو الواقع ولكن حقيقة الميدان دائما ما تكون مختلفة خاصة عندما يتعلق الأمر بفريق يمتلك من تقاليد الكرة الأوروبية ما يشفع له أن يكون ندا قويا للعملاق البافاري. فعندما تذكر مواجهة بين مانشستر والبايرن تذهب الأذهان سريعا إلى ملعب كامب نو الذي استضاف في موسم 98/99 واحدة من المباريات التي خلدت في تاريخ الكرة العالمية والتي كان البايرن متقدما فيها بهدف حتى الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وبدأ لاعبوه في الاستعداد لرفع الكأس الأوروبية، إلا أن دقيقة مجنونة سجل فيها الشياطين هدفين حول وجهة الكأس ذو الأذنين الكبيرين من جنوبألمانيا إلى شمال إنجلترا. تلك الذكريات الجميلة تجعل لاعبو مانشستر عند دخولهم الميدان اليوم على ثقة بأن مواجهة من 90 دقيقة يمكن أن ينسى خلالها الفريقان مستواياتهم السابقة قبل خوضها ويستطيعون فيها صنع المفاجأة والإطاحة بأقوى فريق لكرة القدم في العالم حاليا. على الجانب الآخر فإن الفريق البافاري ومدربه جوارديولا يدركان أنهما لن يجدا فرصة متاحة أكثر من تلك لمواجهة مانشستر الذي يعاني من نقص حاد في الصفوف بجميع المراكز، ويفتقد لاعبوه الثقة اللازمة وتشهد علاقة الجمهور بالمدرب واللاعبين توتر حاد من أجل ضمان مكانهم في نصف النهائي منذ لقاء الذهاب وعدم انتظار الحسم بعد 8 أيام على ملعب أليانز أرينا. المدربان يعرفان بعضهما البعض تماما والفريقان كتابا مفتوحا لبعضهما، ولكن تبقى قدرة اللاعبين على تحويل الأفكار إلى تنفيذ داخل الميدان. فالبايرن يعتمد منذ تولي جوارديولا قيادته على أسلوب التمرير السريع والضيق والاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة، والانطلاقات السريعة من الجانبين. أما مانشستر فمنذ تولي مويس لقيادته لا توجد له طريقة لعب أو أسلوب واضح، ولكنه يعتمد في المقام الأول على الحالة الفنية لبعض نجومه يوم المباراة وعلى رأسهم الفتى الذهبي روني، الذي يقدم واحدا من أفضل مواسمه رغم سوء حالة فريقه. برشلونة : أتليتيكو مدريد يكفي التذكير بنتائج الثلاثة مباريات التي جمعت الفريقان هذا الموسم منذ بدايته لمعرفة حجم الندية والصعوبة التي تنتظرهما وخطأ من يعتقد أرجحية كافة على أخرى في تلك القمة المرتقبة. فالفريقان افتتحا الموسم باللعب ذهابا وعودة على كأس السوبر المحلي وانتهى لقاء الذهاب في فيسينتي كالديرون بالتعادل 1-1 عن طريق فيا ونيمار، قبل أن يتعادلا سلبيا في الإياب بكامب نو ليتوج البارسا باللقب بأفضلية التسجيل على أرض الخصم، ليلتقيا بعد ذلك على ملعب الفريق المدريدي في الدوري وينتهي اللقاء أيضا 0-0. أما على مستوى الترتيب فأتليتيكو مدريد يتصدر حاليا الليجا بفارق نقطة واحدة عن برشلونة، وكل التوقعات تشير إلى أن لقاء الجولة 38 بينهما سيكون الحاسم في مصير لقب الدوري هذا الموسم. هذه المقدمات تعطي نتيجة واضحة عن التقارب الشديد والتنافسية العالية التي ينتظرها العالم خلال هذا الكلاسيكو المصغر للكرة الإسبانية في البطولة الأوروبية. فبرغم أن الفريقين يلعبان كرة قدم مختلفة ويمتلك كل منهما فلسفة مغايرة في الأداء إلا أن تفضيل أحدهما على الآخر صعب، فالضيف المدريدي تغير وجهه تماما منذ تولى الأرجنتيني الشاب الرائع دييجو سيميوني تدريبه منتصف الموسم قبل الماضي، ونافس به على عدم الهبوط، ولكنه توجه في نهاية الموسم بطلا للدوري الأوروبي وكان على بعد خطوات من التأهل لدوري الأبطال. وفي الموسم الماضي وضع سيميوني حجر الأساس لموسمه الحالي الاستثنائي عندما قاد الفريق للتتويج بلقب الكأس وحصد المركز الثالث في الدوري بأداء ونتائج مذهلة، ومع رحيل فالكاو توقع الجميع أن المستوى سيهتز إلا أن العكس هو الذي حدث وازدادت قوة الفريق وها هو ذا يفرض اسمه كأحد أقوى الفرق ليس محليا فحسب بل على الصعيد الأوروبي أيضا. أما برشلونة الذي يعتمد على الكرة السريعة الممتعة والمهارات الفائقة فقد اهتزت نتائجه وعروضه نسبيا هذا الموسم، إلا أن الفريق أكد في التوقيت المناسب أنه كان وسيظل العملاق الأوروبي الكبير الذي على منافسيه الارتعاش فقط لذكر اسمه. فعندما وقع الفريق في مواجهة مانشستر سيتي بثمن النهائي كان هناك اعتقاد بأن الفريق الإنجليزي قادر على الإطاحة بالبارسا، ولكن ميسي وزملائه تلاعبو بالسيتي وتأهلوا بسهولة، ليتفرغوا للدوري وينتصروا في الكلاسيكو ثم الديربي ويعودون من بعيد بقوة هائلة وثقة كبيرة في النفس. المباراتان سينطلقان في تمام التاسعة إلا ربع بتوقيت القاهرة.