قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إنه في يوم الأربعاء 12 مارس أجرى مصطفى جميلوف، أحد كبار شخصيات تتار القرم، محادثة هاتفية طويلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان في سوتشي ودار الحديث بينهما حول الاستفتاءات. ووفقًا للتصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام الأوكرانية عن جميلوف، إن الرئيس الروسي قال إن إعلان استقلال أوكرانيا عام 1991، من خلال تصويت البرلمان الذي أعقبه استفتاء، لم "ينسجم مع الإجراء القانوني السوفيتي لترك منظومة الاتحاد السوفيتي"، فالكرملين لم يعطِ موافقته على الاستفتاء. وأوضحت الصحيفة أن الجميع يجهل ما يعنيه بوتين، ولكن الأمر واضحًا وهو أنه في نظره، تفكيك الاتحاد السوفيتي كان غير قانوني، وهذا يعني أن فلاديمير بوتين يريد استعادة الاتحاد السوفيتي، إلا أن الرئيس الروسي يدرك، حتى وإن كان يأسف لذلك، أن الاتحاد السوفيتي صار جزء من الماضي. وبالنسبة له، فإنه بعد مرور عشرين عامًا على سقوط الاتحاد السوفيتي، تعد "مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي في التاريخ الروسي والعالم قد انتهت". و خلال هذه السنوات العشرين، كانت روسيا في مرحلة "الشفاء"، والآن قد "انتهت"، وقد كرر بوتين قوله إن "روسيا تحظى باحترام ولا يمكنها أن تحمي مصالحها إلا عندما تصبح قوية وتقف على قدميها من جديد" حقبة جديدة بدأت ونحن فيها. ورأت الصحيفة أن ضم شبه جزيرة القرم هز النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب الباردة، كما تسبب في تغير الاتجاهات، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي اهتز بعنف، كما إنه لم تكن لديه إستراتيجية مشتركة تجاه موسكو، كما إن ردود فعله، التي علقت بسبب الاعتماد على الطاقة والاعتماد الاقتصادي لأعضائه على روسيا، لم تكن ملائمة شأنها شأن سياسته الدفاعية. وأشارت الصحيفة إلى أن الغزو الروسي للقرم قد يصبح له تأثيرًا سلبيًا على عدم الانتشار النووي، فبموجب مذكرة بودابست عام 1994، تنازلت أوكرانيا عن ترسانتها النووية التي حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي مقابل حصولها على ضمانات بشأن حماية سلامة أراضيها، وإن عدم احترام هذه الضمانات يعد سابقة سيئة للغاية للدول التي نريدها أن تتخلى عن السلاح النووي مثل إيران. واختتمت الصحيفة بأن الدول الأوروبية قد تتخلى عن اعتمادها على شركة "غازبروم" الروسية وذلك بعد هذه الأزمة، وهذا ما يعد الجانب المتفائل من السيناريو ولكن الباقي أكثر قتامة للأسف.