رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بعض الصور لعمليات القوات الروسية الخاصة بشبه جزيرة القرم، وقالت إن هذه الصور أوضحت عدة أمور،منها أن هذه العمليات كانت سرية، حيث غطى الجنود وجوههم بدون شارات روسية، وكانت القوات منضبطة وحاسمة. وقالت إن مسئولي "البنتاجون" الأمريكي بدأوا في تقييم عسكري للدروس المستفادة من الجيش الروسي بالقرم، فكانت مستويات الانضباط والتدريب والتعاون داخل القوات الروسية أكثر من مبهر ، حيث انتشرت القوات الروسية سريعا واستقرت في مواقعها خلال يومين فقط. وقد لاحظ بعض المحللين العسكريين بعض الخصائص المثيرة للاهتمام في نشر القوات الروسية: فقد اختار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وضع سري لهجومه العسكري، وهذا للحفاظ على حجاب رقيق من الإنكار. وأوضحت أن هذا الإنكار كان مفيدا لهم بعدة طرق: فقد حافظت على شرعية تدخل غير رسمي، ونأت ب"بوتين" بعيدا عن أي اتهامات بقتل أوكرانيين، وبينت أن "بوتين" أبدى استعداده بتحمل المخاطر، فكانت دقة وانضباط جيشه لتقليل نسبة وقوع إراقة الدماء والخروج عن السيطرة. وتابعت بأن مبررات "بوتين" بدخوله القرم كانت من أجل حماية المواطنين الناطقين بالروسية من سكان شبه الجزيرة، وقد رحب هؤلاء السكان بالقوات الروسية، وأشاد الروس بذلك في وطنه الأم روسيا، مبينة أن هذا يمكن أن يبين استعداد "بوتين" بالتدخل بدول أخرى بحجة حماية الروس بها، لكن يعتقد المحللون أن "بوتين" لن يفعل ذلك، لأنه لن يريد تخطي التزامه بقوانين حلف "الناتو". و أضافت أن عملية الجيش الروسي بالقرم تبين تنظيما وتحسنا في نوعية التدريب للقوات المسلحة، عما كان في الشيشان منذ عقد من الزمان وغزو جورجيا في2008، وهذا نتيجة لزيادة إنفاق روسيا على نظامها الدفاعي، فقد أنفقت 3.78% من ناتجها المحلي الإجمالي واختتمت الصحيفة بأن هذا الجيش الذي أظهر براعته في القرم ليس من كان ضعيفا في أفغانستان.