تتعمد وسائل الإعلام الصهيونية منذ تراجع واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا عقب مزاعم استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية منذ شهر أغسطس الماضي، تحريض الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ضد الرئيس السوري "بشار الأسد" أملا في تنفيذ الضربة ضد دمشق. اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أن خسارة شبة جزيرة القرم بانضمامها إلى روسيا ما هي إلا واحدة من توابع استسلام الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وخضوعه أمام نظيره السوري "بشار الأسد" عقب التراجع عن تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا. وأضافت الصحيفة الصهيونية في تقريرها أمس أن استسلام "أوباما" أمام "الأسد" منح الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قوة وجرأة على ما أسمته باحتلال شبة جزيرة القرم وبسط نفوذ موسكو عسكريا وسياسيا عليها، مشيرة إلى أن خطأ الرئيس الأمريكي في التراجع عن ضرب سوريا سوف يكلفه الكثير خلال الفترة المقبلة. وقالت "يديعوت أحرونوت" إنه بدون أدنى شك فإن أزمة شبة جزيرة القرم انتهت لصالح "بوتين" وخسارة الجانب الأوروبي وأوكرانيا، خاصة الرئيس الأمريكي الذي كان يقود الحلف المضاد لنظيره الروسي في الأزمة الأوكرانية بشكل عام والقرم على وجه التحديد بهدف منع ضمها لروسيا. وأشارت الصحيفة الصهيونية إلى أن لجوء الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية لفرض عقوبات على رجال الأعمال الروس وفرض قيود على استثماراتهم في هذه الدول لن يجد نفعا، موضحة أن هذه الاستراتجية لن تؤثر على اقتصاد موسكو فضلا عن حاجة الدول الأوروبية لإستمرار تعاونها مع روسيا خاصة في مجال النفط. ولفتت "يديعوت أحرونوت" أن "أوباما" بدأ يتوجه مؤخرا إلى الساحة الدولية من أجل الحصول على مساندة الدول الكبرى في وجه "بوتين"، أملا في ثني الرئيس الروسي عن ضم شبة جزيرة القرم لسيادة موسكو.