تحل اليوم الذكرى الثانية عشر على وفاة الأديب والروائي المصري «ثروت أباظة»، قفد نشأ في بيت مفعمًا بالشعر و الأدب، فوالده الأديب دسوقي باشا وعمه الشاعر عزيز أباظة، لم يكن طفلاً مثل باقي الأطفال، ولم يتمتع بطفولته ولم يلعب كثيرًا، وإنما كان يصاحب والده في كل مكان يذهب إليه، فكان يجالس الكبراء والشعراء والأدباء، ولذلك فهو لم يتهيب المناصب في كبره لأنه نشا بينها، اختاره كتاب مصر ومثقفوها رئيسًا لاتحاد كتاب مصر. ارتبط «أباظة» بعدد كبير من مثقفي عصره، فقال عميد الأدب العربي «طه حسين»، عن روايته «هارب من الأيام»: «إنها أحسن ما كتب عن القرية في الأدب العربي»، حيث صور فيها «أباظة»شرزمة من الأشرار وهى تروع القرية وتسلب أموال أهلها، وتعث في الأرض فسادًا. وبدأت علاقته بتوفيق الحكيم منذ طفولته، عندما كان يقرأ كل كتبه، وكان له مكان يجلس فيه بقصر النيل كان يذهب إليه «ثروت» ليراه من بعيد ثم ينصرف، حتى تعارفا يومًا وفوجئ أن «الحكيم» يسمع تمثيلياته عن أقاصيص العرب، وتوطدت العلاقة بينهم إلى أن اعتبره «الحكيم» بمثابة ابنه. عرف عن «أباظة» أنه حارب جماعة الإخوان المسلمين في كتبه ومقالاته، فكتب مقالاً بعنوان «لا مناقشة للتنابز» وصف فيها الإخوان بالمجرمين، وأنهم إرهابيين صرحاء قاموا بجرائم بشعة لم ترحم الأطفال، كما سفكوا دماء السائحين الأبرياء في وحشية لم يعرفها العالم من قبل، وشرعوا في قتل الكاتب الكبير نجيب محفوظ. كما ذكر أن لهم في الإجرام باعًا عريضًا، فهم أول من أدخلوا السلاسل والأسلحة إلي الجامعة وهم أول من اعتدوا علي الشريعة وأحلوا ما حرمه الله، وحرموا ما أحله، وهم أول من اقتحموا برداء الإسلام المزعوم البيوت، وتلاعبوا في وحشية مدمرة بعقول الشباب وخربوا عقولهم ودينهم. ألف «أباظة» عدة قصص وروايات، تحول عدد منها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، كما كتب أكثر من أربعين تمثلية إذاعية، وأربعين قصة قصيرة وسبعه وعشرين رواية طويلة، كما حصل على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982. في 17 مارس 2003 توفي بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بورم خبيث في المعدة.