قال موقع "بلانيت نون فيولونس" الفرنسي إن المحور الليبرالي الشمولي المكون من "الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو" لا يألُ جهدًا لإفشال خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء منطقة اقتصادية وسياسية وأمنية موحدة واسعة مع الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي، بما في ذلك أوكرانيا، المنافسة للاتحاد الأوروبي والكتلة "اليورو أطلسية". وأوضح الموقع أنه لإفشال هذا المشروع الذي كان قد تم إحراز تقدم فيه، قام هذا المحور بتمكين النازيين الجدد بالقوة من زمام الأمور منتهكين حقوق المواطنين الأوكرانيين، لافتًا إلى التعتيم الكامل في وسائل الإعلام حول سلطة النازيين الجدد في الحكومة الأوكرانية غير الشرعية والتي شُكلت بعد الانقلاب المنظم والمدعوم من المحور الليبرالي الشمولي. والنازيون الجدد لا يشغلون مناصب ثانوية بل على العكس مُنحت لهم المناصب الاستراتيجية سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، فالحكومة التي شُكلت في "كييف" لا تضم فقط حزب "سفوبودا" النازي، وإنما هناك حزب "قطاع الحق" وكذلك عناصر من الحزب الفاشي السابق "الحزب الشيوعي الثوري"، وأعضاء حزب النازيين الجدد تولوا مناصب رئيسية تمكنهم من السيطرة على القوات الأوكرانية المسلحة والشرطة والأمن الوطني وحتى القضاء. وأكد الموقع أنه لهذا السبب نرى استجابة سريعة لموسكو ورغبة من جانبها في عدم السماح لهؤلاء النازيين الجدد بالتمكن من السلطة في أوكرانيا بشكل كامل، كما يتضح أن أوباما وأولاند وغيرهما يريدون تغريم روسيا ثمنًا باهظًا جراء دعمها لسوريا، كما أن انقلاب هؤلاء النازيين الجدد يهدف إلى إفشال مشروع روسيا لتكوين اتحاد أوراسي والذي يمثل كابوسا حقيقيا للاتحاد الأوروبي الذي بدأ في الإعداد لتكوين الكتلة اليورو أطلسية المكونة من أمريكا والاتحاد الأوروبي وجناحه المسلح الناتو. ويبدو جليًا أن روسيا تدافع عن مصالحها في شبه جزيرة القرم كما تسعى لتجنب حدوث تطهير عرقي في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث يجب أن نتذكر أن الاتحاد السوفيتي السابق دفع ثمنًا باهظًا في مواجهة هتلر والنازية فقد قتل ما يزيد عن 20 مليون شخص خلال الحرب العالمية الثانية. واختتم الموقع ساخرًا بأنه بهذه الطريقة ومع إعطاء السلطة بالقوة للنازيين الجدد الأوكرانيين، يسعى الاتحاد الأوروبي دائمًا إلى إعطاء دروس في الديمقراطية والتاريخ للشعوب الأخرى.