* المال والسلاح وكبار القبائل كلمة السر فى الإنتخابات.. والشباب يحاولون إثبات وجودهم بعد الثورة وتخوفات من التزوير * المجتمع مازال ينظر للمراة على أنه غير جديره بالقيادة.. والنزعة القبلية هى الغالبة ونساء يتمردن على التقاليد ويعلن ترشحهن تحقيق – حازم الملاح : لمن سيعطى أبناء سيناء أصواتهم فى الإنتخابات القادمة ؟هذا هو السؤال الذى حاولت البديل الإجابة عليه من أبناء سيناء من خلال زيارة ميدانية للمحافظة ،خاصة وأن هذه أول إنتخابات تشهدها مصر بعد ثورة 25يناير . يقول ''على سالم '' أحد أبناء العريش أنه لم يحدد بعد إذا ما كان سيدلى بصوته في الانتخابات المقبلة أم لا''. ويشير إلى أنه سينتظر ليتعرف أكثر على المتقدمين للترشيح والخدمات التى سيقدمونها لهم . ويقول ''علاء الكاشف'' الناشط السياسي ،إنه بذل مجهودا كبيرا للترشح باسم شباب الثورة ، لكن الأوضاع والقوانين الحالية لا تضمن له الفوز بمقعد بعدما أدخل عليه النظام الفردي، وأشار إلى أنه سينتظر حتى تتضح الرؤية أكثر شاركه الرأى'' محمد البلك '' الشاب الوفدي الذي يتردد كثيرا في المشاركة لأن شيوخ القبائل لا يعترفوا بالشباب حتى بعد قيام الثورة . وفيما لم يحدد الكاشف والبلك موقفا واضحا من المشاركة، يرفض ''سعيد عطية'' عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة بالشيخ زويد المشاركة نهائيا فيما وصفه ب”المهزلة الانتخابية” التي يحيكها الأمن بالتعاون مع فلول الحزب الوطني . ويرى الكاشف أن تقسيم الدوائر منطقي ويصب في تفتيت القبلية، لكن السماح للمستقلين بالمشاركة سيسهم في تكاتف المصالح الشخصية ، واستخدام المال في حسم الانتخابات. ويشاركه تلك المخاوف الشيخ ''يحيى أبونصيرة'' الناشط السياسي برفح، الذي يرى أن دخول المستقلين الإنتخابات يذيد العصيبة بين القبائل، و يشير إلى أن المال والسلاح سيلعبان دورا أساسيا في الانتخابات وقال أن إدراك الناخبين ووعيهم بالعملية السياسية لا يزال يغلب عليهما التفسير القبلي . ويمتلك ''البلك ''قناعة بأن جماعة الإخوان سوف تحقق نجاحا ساحقا فى الانتخابات . وهو ما أكده ''أبو نصيرة '' الذي يرى الإخوان أقوى تنظيم يقود اللعبة السياسية حاليا. ويرى أن الوضع السياسي بعد الثورة لم يتغير و”مفيش فايدة”، فالراسبين من الحزب الوطني السابق هم من يركبون الموجة على أساس أنهم معارضة. ويخالفه الرأى الشيخ ''موسى المنيعي ''أحد وجهاء قبيلة السواركة في رفح ، ويؤكد معارضة قبيلته ترشح قيادات الحزب الوطني المنحل حتى لو كانت شخصية محترمة، لأن الناخبين يحتاجون إلى قيادات جديدة تغزو العمل السياسي، وهو ما دلل عليه برفض قبيلته مساندة أحد أعضاء الحزب الوطني في الترشح للانتخابات . وتقول ''سلوى الهرش ''، مرشحة الوطني بانتخابات 2010 عن مقعد الكوتة، إنه على الرغم من التواجد القوى للإخوان المسلمون ، فإن القطاع المدني كبير ورجال الأعمال والرموز كثيرة ستوازن المعادلة، وتشدد أنها ضد الجمع بين الدين والسياسة. مشيرة إلى أنها لا تتوقع أن يتمثل الإخوان بأكثر من مقعد أو مقعدين في المجلس القادم. أما ''حاتم البلك'' منسق حزب الكرامة ، فيدعو إلى تأجيل الانتخابات، ويبرر ذلك بقوله أنه في حال العجلة بإجراءها فإنها ستفرز نواب من التيار الإسلامي والحزب الوطني المنحل فقط . وقال أن حزبه لم يأخذ الفرصة الكافية لإثبات وجوده في الشارع وسط المواطنين مثلما هو الحال مع الإسلاميين، وقلل ''حمدان الخليلي'' سكرتير حزب الوفد بشمال سيناء ، من تأثير التيار الإسلامي، أنه إذا ما اعتبرنا أن السلفيين تيار سياسي، فدورهم لا يتعدى المسجد ولا يعني ذلك أن لهم دورا سياسيا، وأض قائلا : حينما نتكلم عن السياسة لا تقل لي قال الله وقال الرسول، لأن الدين ثابت والسلطة متغيرة. ويبدو أن الوجود الحزبي لا يتمتع بثقل بين مواطني سيناء إلا في الحضر متمثلا في مدينة العريش وتوضح ''سلوى '' أنه عرض عليها الانضمام إلى كثير من الأحزاب الوليدة، لكنها ترى أن جميعها لا يملك شعبية، ما يجعلها تخشى خسارة مؤيديها. ولم تخل خريطة الشارع السياسي في سيناء من أعضاء الوطني السابقين في أثواب جديدة مع الأحزاب الناشئة لتبهرك التناقضات في ردود أفعالهم حول ترشح أعضاء سابقين من فلول الحزب الوطني يقول ''سامي كامل الكاشف ''أحد مؤسسي حزب النور السلفي، إنه يعتقد أن 80% من الشباب لن يرشحوا فلول الوطني في الانتخابات القادمة، لأنهم لا يريدون ترشيح هذه القيادات الفاسدة ،ويريدون دفع عناصر جديد وشابة تقود المنطقة خلال الفترة القادمة . ويختلف معه ''علاء حمدي '' الناشط السياسي، في أنه يوجد شخصيات محترمة من الحزب المنحل يجب مساندتها. وفيما يتعلق بدور المرأة، تقول ''سناء جلباية'' الناشطة الحقوقية، إن العادات والتقاليد لن تسمح بفوز المرأة في الانتخابات القادمة، وبررت ذلك بقولها إن النزعة القبلية ترسخ مبدأ أن الرجل هو الأجدر في تولي المناصب النيابية ، وتضيف أن ثمة صعوبة في تنفيذ مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، حيث إن سيناء مجتمع قبلي وذكوري . وفي منطقة وسط سيناء، يتعجب الشيخ ''موسى الدلح ''، أحد وجهاء قبيلة ''الترابين ''في وسط سيناء من السؤال على إجراء الانتخابات في منطقته البدوية، ويقول إن أحدا لن يهتم بإقامة الانتخابات ، ولا أحد يعتني بها إطلاقا، مضيفا أن مرشحي الانتخابات لا يقيمون وسط البدو ويعيشون في العريش وسط الحضر، ويرجع الدلح عزوف البدو عن المشاركة في الانتخابات إلى تهميش النظام السابق لهم وتزوير الانتخابات ويؤكد أن نسبة المشاركة لدى قبيلته لا تزيد عن 5% وسط الرجال، بينما تكاد تكون مشاركة المرأة معدومة بحكم العادات القبلية. ويقول سالم أنه شديد التفاؤل بالمستقبل،وأنه يتوقع أن يتغير الوضع الحالي إلى الأفضل، ويؤكد: فيما مضى كان شيوخ وكباررجال القبائل يتفقون على التكتل لصالح أحد المرشحين ، وكانت تحدث خلافات كبيرة في حال لم يجرى الانتخاب للمرشح المتفق عليه لدرجة قد تصل إلى إعادة فرز صناديق الاقتراع وعد الأصوات لمعرفة عدد المصوتين لكل ناخب.