* ديسمباز: سمعت اطلاق رصاص بغرفتي فى سرت.. وقالوا قوات القذافى تحاول اقتحام المدينة فلم أقتنع حتى أرى بعيني * رأيت الثوار أحاطوا ببعضهم لمشاهدة فيديو لجثة العقيد فطلبت من صاحب الهاتف السماح لى بالتقاط صورة * أخذت صورة واحدة فقط لكسب الوقت.. وأرسلتها للوكالة في قبرص ليتأكد الجميع تقريبا من خبر مقتل القذافي البديل وكالات: الزعيم الأجنبي اللدود أكثر من سواه، للراحل معمر القذافي، كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبينهما طرأت صدفة غريبة منذ الأربعاء إلى اليوم. فأمس أبصرت النور ابنة للرئيس الفرنسي، هي الأولى من زوجته كارلا بروني، وبعد ظهر اليوم الخميس توالد الشك كغيوم الجراد للتأكد من خبر مقتل العقيد الليبي، ولم تؤكده للعالم سوى صورة لجثته وهو قتيل التقطها فرنسي، ويعمل أيضا بوكالة أنباء فرنسية. “العربية.نت” اتصلت بالمصور فيليب ديسمباز على هاتفين جوالين معه في سرت، حيث يقيم في أحد الفنادق، فكان الأمر صعبا، وتولاه فيما بعد مدير قسم الصور في وكالة الصحافة الفرنسية في قبرص، وهو اللبناني باتريك باز، فاستطاع بقنواته الخاصة الاتصال بالمصور فيليب ليروي له متى وأين وكيف حصل على أول صورة لجثة العقيد، وبدوره نقل باز التفاصيل. وقال باز من قبرص ل”العربية.نت” عبر الهاتف إن ديسماز سمع صوت زخات من الرصاص فجر اليوم الخميس وهو في غرفته بالفندق وسط سرت، فسأل من حوله عما يكون سببها، فأخبروه أن مقاتلين من كتائب للقذافي يبدو أنهم يتسللون إلى المدينة بعد تحريرها، فلم يقتنع، وقال لهم: “دعوني أتوجه إلى هناك لأرى”، بحسب ما نقل باتريك باز عن لسانه. وعندما وصل إلى المنطقة التي سبق وعثروا فيها على جثة القذافي، رأى عددا من الثوار وقد أحاطوا ببعضهم في منظر بدا له وكأنهم ينظرون إلى شيء كان بحوزة أحدهم، ولم يكن ذلك الشيء سوى صور فيديو التقطها أحد الثوار بهاتفه النقال لجثة العقيد، فأسرع فيليب ديسماز وطلب من صاحب الهاتف أن يسمح له بالتقاط صورة لإحدى لقطات الفيديو البادية على شاشة هاتفه الجوال. ولأن الضوء الشمسي لم يكن مناسبا لالتقاط الصورة، فقد أحاط زملاء الثائر بالموبايل ليحجبوا وهج الشمس عن العدسة، ثم أسرع فيليب والتقط صورة واحدة فقط لكسب الوقت، وعلى الطريق بثها إلى الوكالة في قبرص “فوصلت إلينا عند الثانية عشرة و5 دقائق ظهراً، فأسرعنا وبدقائق وزعناها على جميع وسائل الإعلام، وبها تأكد الجميع تقريبا من خبر مقتل القذافي”، وفق تعبير باتريك باز. وكان المصور ديسماز، وهو متزوج وأب لابنين وعمره 51 سنة، بدأ منذ 20 سنة بالعمل من باريس مع وكالة الصحافة الفرنسية، ثم في مدريد وبعدها في مدينة ليون، حيث يقيم حاليا. ومن أشهر تغطياته كانت الحرب الأهلية في ساحل العاج، والألعاب الأولمبية في بكين، إضافة لما قد يعتبرونه أهم صورة تم التقاطها حتى الآن في هذا العام.