* العودة: انشغلنا بالأخلاق في ترشح المرأة السعودية للشورى وأهملنا مناقشة دور الشورى نفسه * الشيخ سلمان: الهيئة تركز على قضايا الأخلاق وتغفل مناقشة الحقوق والحريات والفساد العام الرياض – أبو زيد عبد الفتاح : قال الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة، أنَّ الكثيرين لديهم شعور الاحتساب “الأمر بالمعروف”، مشيرًا إلى أنّ التِّقْنيات الحديثة أعطت فرصة أكبر لأي فرد أن يشارك في الدعوة، لكننا نلاحظ أن الاحتساب حاضر دائمًا في القضايا الأخلاقيّة، وهي مهمة؛ لكنه يغفل عن قضايا لا تقل أهمية، وهي قضايا الحقوق والحريات أو الفساد العام. وأوضح الشيخ العودة، خلال محاضرة بجامعة الملك سعود بالرياض، والتي جاءت تحت عنوان (التقنية والدعوة): في مجتمعنا السعودي الكثير من الناس عندهم شعور الاحتساب، حتَّى لو لم يكونوا أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الجهاز الذي يحتسب في المملكة عادةً على القضايا الأخلاقيَّة، التي لا تتناسب مع الأخلاق والقِيَم، فهو نوع من ضبط الهيئة الاجتماعية في الأسواق، أو عند المدارس أو في المنتديات العامة أو في المناسبات. وتساءل العودة، وفقا لموقع “الإسلام اليوم”: هل يوجد عندنا إحساس بالمسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه كل القضايا؟ أم فقط تجاه أمور محددة تعوّدنا أن ننكر فيها؟! و تمرّ علينا أخرى دون أن نتوقف عندها”. وأوضح بقوله: “على سبيل المثال قضية كالعنصرية القبليّة، أو ضد لون أو منطقة أو بلد أو جهة، نتعاطاها ولا نشعر بأنها المنكر الذي يجب أن ننكره. وقضية الفساد المالي، فقد تعِرف مسؤولاً يتلاعب بالعقود والمعاملات، أو فساد وقتي بأن تعرف مسؤولاً يكثر الغياب أو يتأخر، ومع ذلك يندر أن تجد من ينكر عليه. وأردف الشيخ سلمان: “من الأشياء التي لاحظتُها أيضًا قبل أسابيع، كان الناس يتحدثون عن مجلس الشورى ومشاركة المرأة، وتحدث الناس كثيرًا عن الاحتساب في جانب المخاوف الأخلاقيّة التي يتوقعونها”. واستدرك فضيلته: ولكن كم من الناس سمعتهم يتحدثون عن الاحتساب في ذات الشورى؟، بمعنَى أنّ أداء مجلس الشورى أو مراقبته أو تطوير أدائه، أو توسيع الصلاحيات أو نسبة من الأعضاء المنتخبين في هذا المجلس.. هذه أمور يغيب عنها المحتسبون غالبًا. وتابع الشيخ سلمان العودة: “وكذلك مشاركة الشباب في هذا المجلس فهم الغائبون، ولا يوجد من يمثلهم رغم أنهم الغالبية المؤثرة في المجتمعات”. وذكر فضيلته أنّ سيدنا إبراهيم (عليه الصلاة والسلام)، وهو نبي من أُولِي العزم استشار ولدَه الذي لم يبلغ الحلم دون البلوغ في قضية شرعيّة محسومة، حيث قال: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}، وهذه الاستشارة تمنح الآخر طمأنينة، و تجعله شريكًا لك في القرار، وأيضًا يساعدك في الأمر ويفتح لك أو يسهّل عليك، ولذلك كان جوابه: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} وهذا معنى راقٍ، يدلّ على أهمية استشارة الشباب ومشاركتهم القرارات الكبيرة والصغيرة. ودعا فضيلته إلى أن تتحوَّل الشورى إلى ثقافة في الجامعات والمؤسسات والمدارس، وأن يكون للشباب دور، فهؤلاء الشباب الذين لهم حضور ضخم جدًّا في تويتر وفيس بوك وفي اليوتيوب وفي مواقع كثيرة، وعندهم نضج ولديهم أفكار.