عيد الغطاس المجيد هو أحد الأعياد المسيحية الكبرى والتى تتمثل فى أعياد (الميلاد والغطاس والقيامة) ويسمى هذا العيد (عيد الأبيفانيا) أى عيد الظهور. وقد ظل الاحتفال بعيد الغطاس يتم مع عيد الميلاد المجيد حتى قرب نهاية القرن الرابع حيث تم التأكد من موعد ميلاد السيد المسيح وموعد عمادته فى نهر الأردن وذلك من خلال الكتابات التى جمعها «تيطس الرومانى»، ونقلها من أورشليم إلى رومية فتم فصل العيدان عن بعضهما نظرا لأهمية كل منهما وحتى يكرم كل منهما بما يليق بجلاله. ولنبدأ معًا بدعوة يوحنا المعمدان "صَوْتُ صَارِخ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، أصنعوا سبله مستقيمة" (مرقس 3:1) يوحنا المعمدان؛ الذى ولد وعاش ما بين 2-6 قبل الميلاد، حين نادى فى جيله ليحث الناس على التوبة والعيش فى مخافة الله، وكان يعمّد الناس فى نهر الأردن كدلالة على التطهير والتوبة وتقديس الشخص بعقله وحواسه إلى الله. وقد استجاب لدعوته السيد المسيح وتعمد على يديه فى نهر الأردن، ومن هنا جاء لقبه يوحنا المعمدان، وقد أخذت الكنيسة تعمل بهذا الطقس من أيام الرسل وحتى يومنا هذا فى سر المعمودية. ويقوم الأب الكاهن بتغطيس الطفل ثلاث مرات فى جرن كبير موجود بكل كنيسة يسمى بجرن المعمودية، ويطالب الأم بترديد كلمات أشبه بالتعهد أمام الله تؤكد فيه أنها ستظل تحافظ على تعليم ابنها التعليم الصحيح وتعليمه القداسة والفضيلة. كما تحتفل الكنيسة بعيد الغطاس المجيد لثلاثة أيام من 11 – 12 - 13 طوبة، وتؤدى فيها الصلوات بالطقس الفرايحي ويمنع فيها الصوم الانقطاعى. و قد ذكر المؤرخين خلال كتباتهم عن عيد الغطاس، أن المسلمين المصريين كانوا يشاركوا المصريين المسيحيين فيه، و كانوا يخرجون بالآلاف على النيل و يركبون مراكب و يغنون و يعزفون الموسيقى، وكانت من أسعد ليالى مصر، لأنهم كانوا يربطون بين العيد وبين النيل، والنيل دائماً يرمز إلى الخير والفيض والزراعة، ما يعتبره القدماء رمزاً للخير وجلبًا للسعادة، فكان العيد فى مصر القديمة أشبه باحتفال شعبى يشارك فيه الجميع. وكان الأطفال والشباب المصريون يغطسون فيه فى مياة النيل، والمعتقد أنه كان بمناسبة حرت الأرض و نثر البذور، ويخرج المصريون من منازلهم، وتطفأ أنوار المدن وينيرون بالشموع داخل البرتقال ويغنون أغانى عن الخير والسلام.