ترى جماعة الإخوان المسلمين أن الاستحقاق القادم "استفتاء الشعب على الدستور" هو معركتها الأخيرة لإثبات قوتها وتأثيرها على الشارع للحكومة؛ من أجل إجبار الدولة على الدخول فى حوار مع قياداتها. كما أدى الصراع الداخلي للجماعة لإصدار تعليماتها لأنصارها للاستمرار في الإجراءات التصعيدية ضد النظام الحالي والتأكيد على المشاركة في المظاهرات، بدءًا من أمس الخميس وحتي نهاية عملية الاستفتاء على الدستور، وشملت الإجراءات التصعيدية التظاهر أمام الهيئات الحكومة وأمام دار القضاء ومجمع المحاكم، والتركيز على إشغال الرأي العام بإخفاقات الحكومة في الفترة الانتقالية للاستعداد لتظاهرات 25 يناير. وتضمنت الإجراءات التصعيدية التركيز على التظاهر أمام اللجان الإنتخابية في جميع المناطق والمحافظات أثناء عملية الاستفتاء في يومي 13 و14 يناير المقبل والدعوة للمقاطعة أو التصويب ب "لا". كما تسلمت جماعة الإخوان رسالة من عائلة خيرت الشاطر خلال زيارته لها في الأسابيع الماضية، ونصت على التركيز على الشباب والفتيات وطلاب الجامعات والتحرك نحو أخطاء الحكومة والتركيز عليها، والعمل على استعراض سلبيات الحكومة اقتصاديًّا وأمنيًّا، ومخاطبة رجل الشارع البسيط وإلقاء نظرة على الحالة المادية التي وصلت إليها البلاد؛ لتحفيزه على المشاركة في ثورة 25 يناير 2014 ومقاطعه الدستور. كما أصدر التنظيم الدولي تعليماته لجماعة الإخوان بالسعي لتنفيذ حملة مقاطعة التصويت خارجيًّا، وذلك من خلال الدول الداعمة لجماعة الإخوان، والتي تمثل مركز قوى للجماعة، وعلى رأسها الدول العربية التى صوتت لصالح مرسى فى جولة الإعادة بانتخابات رئاسة الجمهورية التى ربحتها الجماعة. وعلمت "البديل" من مصدر مطلع أن التنظيم الدولي يبدأ في تدشين حملات إعلامية من خلال قنوات الإعلام الخاصة به من داخل وخارج مصر من أجل حث المصريين بالخارج على مقاطعة الاستفتاء على الدستور، وذلك من خلال رصد أموال طائلة من عقد مؤتمرات وتدشين حملات على مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، بجانب عرض إيجابيات دستور 2012 المعطل. وأضاف المصدر أن الجماعة أعطت تعليماتها من خلال اجتماع التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لها، إلى استمرار الدعوات للتظاهر كل يوم بعد أن كانت ثلاثة أيام في الأسبوع "الأحد والثلاثاء والجمعة" حتى موعد الاستفتاء. وتضمنت التعليمات عقد ندوات ومؤتمرات ولقاءات حول مواد الدستور الجديد داخليًّا وخارجيًّا وحث المصرين على مقاطعة الاستفتاء، وفي حالة المشاركة يكون التصويت ب "لا". ومن جانبه قال أحمد بان الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان ترى أن عملية الاستفتاء القادمة هي المرحلة الأخيرة لها، خاصة بعد إصدار قرار مجلس الوزراء بأنها جماعة إرهابية. وأضاف بان في تصريح ل "البديل" أن الجماعة ترى أن المشاركة على الاستفتاء ونجاحه هي نجاح خارطة الطريق واستكمال مسيرة التنمية التي وضعها الشعب في 30 يونيو، مؤكدًا أن مجلس الوزراء صمد لضغوط من القوى السياسية والإعلام لخمسة شهور كاملة قبل أن يصدر قرار اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية، والذى دُفع دفعًا لاتخاذه. وأكد الدكتور كمال الهلباوي، نائب رئيس لجنة الخمسين، استخدام جماعة الإخوان لأساليب أكثر عنفًا خلال فترة التظاهر والتهديد بالتصعيد الذي دعت له. وقال الهلباوي إن جماعة الإخوان أصبحت خارج دائرة الضوء، وذلك باستخدامها للجماعات الجهادية؛ لتنفيذ مخططاتها والخروج من دائرة سيناء إلى المحافظات الأخرى.