نشرت وكالة الانباء الصينية شينخوا اليوم تقريرًا حول تعامل الدبلوماسية الصينية مع قضايا الشرق الأوسط ، وتناولت الوكالة ثبات المواقف الصينية حيال القضية الفلسطينة ، والقضية المصرية ، والأزمة السورية ، والإتفاقية الإيرانية مع المجموعة السداسية. وقالت الوكالة إن موقف الدبلوماسية الصينية الثابت وتعاملها الحكيم مع الاضطرابات التي لا تزال منطقة الشرق الأوسط تشهدها حتى الآن , أبرز دليل على أهمية النموذج الصيني كأساس حقيقي لتأسيس علاقات دولية متوازنة من خلال العمل والدعوة بصدق وجدية لحل مشاكل المنطقة التي تضم القضية الفلسطينية والأزمة السورية والقضية المصرية وملف إيران النووي عن طريق الحوار وبأسلوب دبلوماسي سليم. واضافت الوكالة تستمر الصين بتأييد قضية العشب الفلسطيني العادلة ودعم مساعيه في اقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كما وتدعو الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى تحقيق السلام والتعايش السلمي بينهما عن طريق المفاوضات لتعزيز استقرار المنطقة. وتستمر الدبلوماسية الصينية في سعيها والتزامها لدعم أي مسعى لحل القضية الفلسطينية، وجاءت زيارة وانغ يي وزير الخارجية الصينيلفلسطين واسرائيل خلال الفترة بين يومي 18 و20 ديسمبر, لتجديد تأكيد الصين الثابت لمساعي الشعب الفلسطيني في اقامة دولة مستقلة ودعم مفاوضات السلام الجارية بين فلسطين واسرائيل, وللإعراب عن الأمل في اغتنام الفلسطينيين والإسرائيليين هذه الفرصة لايجاد مخرج لحل المشاكل في أسرع وقت ممكن. واشارت الوكالة إلى اتسام الموقف الصيني إزاء الأزمة السورية بالثبات والموضوعية منذ البداية، حيث دعت الصين وأكدت في مختلف المحافل الإقليمية والدولية على ضرورة احترام رغبة الشعب السوري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وشددت أن الحل السياسى هو الطريقة العملية الوحيدة لحل المسألة السورية. وحول الوضع المصرى قالت شينخوا أن في يوم 30 يونيو من هذا العام، ومع تزامن السنة الأولى لتولي محمد مرسي رئاسة مصر, انفجرت في أنحاء البلاد تظاهرات مليونية ضخمة معارضة ومؤيدة لمرسي، ما لبثت أن تحولت لأحداث عنف استمرت لمدة طويلة بين قوات الأمن ومؤيدي جماعة الاخوان المسلمين ومرسي الذي عزل من قبل القوات المسلحة المصرية يوم 3 يوليو, ما أدى الى خسائر بالغة في الأرواح . حيال ذلك أعربت الصين عن قلقها البالغ ازاء تطورات الوضع المصري ودعت الأطراف المعنية لتجنب اللجوء الى العنف وحل الخلافات عبر الحوار والتشاور لتحقيق المصالحة والاستقرار الاجتماعي ، مؤكدة احترامها لخيار الشعب المصري والصداقة القوية مع مصر بغض النظر عن تطورات الوضع فيها. وجددت الصين موقفها على لسان نائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو خلال اجتماعه مع وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي الذي زار الصين بين 14 و16 ديسمبر الجاري, حيث جدد لي موقف الصين باحترام حقوق الشعب المصري في اختيار نظامه السياسي ومسار التنمية, مشيرا للأهمية الكبيرة لتعزيز علاقات التعاون الاستراتيجية الثنائية بعدما شهدته العلاقات من تنمية سليمة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1956. وحيال الملف النووى الإيرانى وبعد عشر سنوات من الجهود والمفاوضات المكثفة, تم التوصل الى اتفاقية يوم 24 نوفمبر في جنيف بشأن البرنامج النووي الايراني , حيث وافقت ايران على تجميد جزء من برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات التي اضرت باقتصادها. لاقى هذا الاتفاق ترحيب الصين التي أكد وزير خارجيتها يوم 24 نوفمبر أهمية الاتفاق كخطوة هامة أولى نحو التوصل لحل دبلوماسي للقضية النووية للبلاد ، منوها بالمواقف المرنة والبراغماتية من كافة الأطراف خلال المفاوضات التي أسفرت عن توقيع الاتفاق الذي من شأنه أن يساعد في الحفاظ على نظام حظر الانتشار النووي في العالم والسلام والاستقرار في الشرق الاوسط , ودعم اقامة انشطة طبيعية لكافة الأطراف مع ايران وتحسين مستوى معيشة الشعب الايراني .