“مبارك رئيس مصر والوطنى حزب شعبي” في كتب التربية والتعليم.. ومواطنون ومدرسون: الثورة لم تصل للوزارة

* غلاف فلسفة أولى ثانوي: “مقتطفات من حديث الرئيس حسنى مبارك”.. وتاريخ الثالث الإعدادي: “الحزب الوطني حزب شعبي يهتم بالإنسان”
كتبت – سارة جمال:
فوجئ طلاب المراحل التعليمية المختلفة بوجود أجزاء من المناهج الدراسية في كتب عدة تعترف بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك رئيسا للبلاد, وتصف الحزب الوطني المنحل بأنه حزب شعبي, وهو ما وصفه عدد من المدرسين بالإنفصال عن الشارع المصري وكأن الثورة لم تحدث ولم تصل لعلم القائمين على إعداد الكتب المدرسية.
وقال مدرسون إن الغلاف الخاص بكتاب الفلسفة والمنطق للصف الاول الثانوى تصدرته ” مقتطفات من حديث الرئيس محمد حسنى مبارك “، وتلا هذا العنوان عددا من الجمل التى تتحدث عن الفلسفة والتفكير النقدى والحياة الثقافية, أما كتاب الصف الثالث الاعدادى فى مادة التاريخ، فتحدث عن الحزب الوطنى قائلاً إن الحزب الوطنى هو حزب شعبى، يهتم ببناء الانسان المصرى وضمان حريته، وكفالة رفاهية المصريين, وتحقيق العدالة الاجتماعية وسيادة القانون.
من جانبهم أعرب الطلاب وأولياء الأمور عن استيائهم من تلك الاوضاع الغريبة والتى تنال من الثورة المصرية ، وأكد أحمد سعد ولى أمر أنه لا يرفض ان يتم الاشارة للحزب الوطنى ولمبارك كجزء من تاريخ مصر، ولكن ان يكون ذكرهم حقيقيا فيذكر كرئيس مخلوع، خلع لأنه ظلم وليس الاعتراف به كرئيس للدولة وعلى كتاب الفلسفة.
واضاف أنه لا يرفض كذلك الحديث عن الحزب الوطنى للعبرة بنتائج احتكار الحياة السياسية والفساد السياسى الذى دفع البلاد نحو الثورة، وإلقاء قيادات هذا الحزب فى السجون.
أما السيدة ماجدة على أم لتلميذين فأعربت عن استيائها, ووصفت ما يحدث بأنه استمرار لتزوير التاريخ واستمرار للاستخفاف بعقول الأجيال الناشئة وعدم تقدير لمعاناة الشعب طوال ثلاثين عاما فى ظل هذا الرئيس المخلوع وحزبه، وطالبت بتطوير الكتب وكتابة الحقيقة والحديث عن دور مبارك الحقيقى دون تهويل وتأليه أو تهوين.
من جانبه انتقد أستاذ أحمد عنتر مدرس مادة الفلسفة والمنطق سياسة التعليم فى مصر، معتبرا ان منظومة التعليم الحالية تنتج جيلا أميا لا يملك معرفة حقيقية، واصفا استمرار تأليه مبارك وحزبه بالتزوير وتشويه فكر الاجيال الناشئة .
وقال الطالبة اسراء محمد الطالبة بالاول الثانوى إن ما نشر على غلاف كتاب الفلسفة تشويه للواقع ، وأكدت تأييدها لاضراب معلميها، نظرا لتدهور مستوى التعليم الذى يتلقونه مشيدة بمطالبة الاساتذة بتطويره .