ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن "داعش" كما تفرض وجودها، على الأرض، وعلى الشاشات، وفي التقارير، وفي الأخبار اليومية، وفي المنام، فهي تنمو بسرعة أيضاً في الفضاء الافتراضي، والمفارقة أنّ المجموعة تغلّبت على زميلتها "جبهة النصرة"، صاحبة الأجندة السياسية والإعلامية نفسها، بجانب حالة التطرف والتشدّد غير المسبوقة التي خلقتها "داعش"، فإنّ حراكها الإعلامي في الفضاء الافتراضي، خلق حالة كاريكاتوريّة استثنائية. ووصفت الصحيفة "داعش" بأنها "تحكُم بما تيسّر، وتقتل بما تيسّر، وتُغرّد متى تشاء، وتقول ما تشاء"، وتسخر الصحيفة من ذلك واصفه إياه بأنه "حريّة التعبير، على طريقة الدولة الإسلاميّة في العراق والشام". وقالت الصحيفة أن "أمام حساب "داعش" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عليك بالإيمان والشريعة، وإلا فأنت العدوّ المُطلق. فالدولة الإسلامية في العراق والشام باقية، وستمتد إن شاء الله، وبها سيطبق شرع الله، وبها سترد الحقوق المغتصبة إلى المسلمين، كما تزعم عبر صفحتها على تويتر". وتقسم "داعش" أنشطتها على موقع "تويتر" إلى عدة فئات، تُعنى بمهام مختلفة، لكن رسالتها واحدة وهي "قيام دولة الخلافة"، كما تبرز حسابات غريبة بمسميات مختلفة، تهدف إلى تعريفنا بأنشطة "داعش"، منها "أسود دولة الإسلام"، و"صقور دولة الإسلام"، و"أنصار دولة الإسلام"، و"صفحة ولاية الشام"، كما أنها تستقبل المتطوّعين، وتحرّض، وتجاهد، ولا تجد من يوقفها. وتضيف "السفير"أنه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فتحذر الجماعة من استخدام التسمية ال«تابو»، لأنك ستُجلد 70 جلدة في حال تجرأت واختصرت اسم "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام"، ذلك أنّ الهيئة الشرعية وأمير المؤمنين "زعيم الجماعة"، يرفضون التسمية. ول«داعش» وزارة إعلام أيضاً، تصدر عنها بيانات، مثل، "لا تتبرّجي، لا ترتدي الجينز، لا تحلقْ، تنقّبي"، وغير ذلك من شعارات "أمراء الظلام". وتستنكر الصحيفة أنشطة الجماعة المتطرفة علي مواقع التواصل الاجتماعي قائلة "الجماعة تعلمك من خلال متابعة حساباتها وصفحاتها على مواقع الإعلام الجديد، كيف يفصل الرأس عن الجسد «برفق»، وكذلك تُعلّم من أين تبدأ «غزوات دولة الإسلام»، وتفتح لك "نوافذ من أرض الملاحم»". وتؤكد الصحيفة أن هذا الضجيج كلّه هو من دون أدنى شك، "بروباغندا" واضحة لقيم التطرّف، فالجماعة تهلّل وتكبّر فوق الجثث في مقاطع فيديو دمويّة.