شهدت أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى و14 متهما آخرين، من قيادات وأعضاء تنظيم "الإخوان المسلمين" أحداث مثيرة، وتبادل المحامون من هيئة الدفاع عن المتهمين السباب والاشتباك بالأيدى مع بعض الحاضرين فى الجلسة اثناء الجلسة، وردد كل منهما شعارات مؤيدة لفصيله، مما أدى إلى رفع الجلسة بعد عشر دقائق من بدءها. ولم يتسن لرئيس المحكمة المستشار أحمد صبرى يوسف، سماع أمر الإحالة من ممثلي النيابة العامة نظرًا لما شهدته الجلسة من الإخلال بنظامها رغم وجود تشديد أمنى مكثف من قبل القوات المسلحة والشرطة. جدير بالذكر أن المتهمون أودعوا داخل قفص الإتهام في تمام التاسعة ونصف صباحا، عدا الرئيس المعزول فدخل قبل بدء الجلسة بخمس دقائق فقط، ثم بدأت في تمام الساعة العاشرة ونصف وخمس دقائق. وظهر المتهمون مرتدين ملابس الحبس الاحتياطى البيضاء عدا مرسي الذي ارتدى بدلة كحلية اللون وقميص أبيض.. وفور دخول المتهمين قفص الإتهام قاموا بالتلويح بأيديهم بإشارة رابعه، ورددواهتافات معادية والمناهضة للقوات المسلحة " يسقط حكم العسكر .. احنا مش في معسكر" وتفاعل معهم بعض المتواجدين بقاعة المحكمة من هيئة الدفاع وآخرون. وتعمد المتهمون الإبتسام والضحك بصورة لافته في مواجهة المتواجدين بقاعة المحكمة ، والتى شهدت حضورا غفيرا من مندوبى الصحف ووسائل الإعلام المحلية والعالمية يتقدمهم الكاتب الصحفى البريطانى الشهير "روبرت فيسك". وعلى الجانب الآخر، قام عدد من الحضور بترديد العبارات المناهضة لتنظيم الإخوان، ومن بينها "الشعب يريد إعدام الرئيس" فضلا عن العبارات الأخرى التى تكيل الإتهام بالخيانه لتنظيم الإخوان. وقال عصام العريان، القيادي بتنظيم الأخوان من داخل قفص الإتهام قبيل بدء الجلسة انه يرفض المحاكمة برمتها، وكافة الأتهامات الواردة بقرار الاتهام، فيما تزعم محمد البلتاجي من داخل القفص ترديد الهتافات المناهضة للقوات المسلحة والمسيئة إليها وكان بقية المتهمين يرددونها وراءه. وفور إعتلاء هيئة المحكمة للمنصة وقبل أن يشرع المستشار احمد صبرى يوسف في بدء اجراءات الجلسة سارع الرئيس المعزول بالتحدث بصوت عال من داخل قفص الاتهام قائلا " أقول للجميع أن "ما يحدث الآن هو غطاء للإنقلاب العسكري" ، وأحذر الجميع من تبعاته وأربأ بالقضاء المصري العظيم "أن يكون يوما غطاء للإنقلاب العسكري الهدام الخائن المجرم قانونا". وعقب المستشار صبري يوسف قائلا، إنه ستتاح الفرصة لجميع المتهمين في إبداء ما يعن لهم من كلمات وطلبات في حينه، فقبل ان يسارع المتهمون مجددا إلى مقاطعة حديث رئيس المحكمة بترديد الهتافات "يسقط حكم العسكر ، احنا في دوله مش في معسكر". فيما قامت المحكمة ببدء الجلسة بالقول "إن الأمر كله لله، وكان أمر الله قدرا مقدورا " ثم بدأت في اثبات المتهمين المحبوسين احتياطيا. وأثناء قيام هيئة المحكمة برئاسة المستشار أحمد صبرى يوسف لإثبات حضور المتهمين سارع القيادى الإخواني محمد البلتاجى بالقول "هذه مهزلة وليست محكمة"، وعقب ذلك قامت المحكمة بإثبات حضور المتهمين المحبوسين احتياطيا الماثلين بقفص الإتهام وعددهم 8 متهمين من أصل 15 متهما مقدمين للمحاكمة في قضية أحداث قصر "الإتحادية". وقال المتهمان أسعد الشيخة وأحمد عبد العاطى أنهما يرفضان المحاكمة وذلك تحت ذريعة أن القضية أحيلت من النائب العام للانقلاب -على حد وصفهم- ثم قامت المحكمة بإثبات حضور محمد البلتاجى والذى ردد بالتأكيد على وجوده قائلا أن لديه 10 أسباب موضعية لبطلان قرار الإحالة.. مشيرا إلى أن قرار الإحالة صادر من غير ذى صفة. ولدى النداء من جانب رئيس المحكمة على محمد مرسي أجاب قائلا: أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، وأنا محبوس بسبب الإنقلاب.. ورئيس جمهورية مصر موجود فى هذا المكان قسرا وبالقوة، وهذا يمثل جريمة ، إن الإنقلاب جريمة، والمحكمة تتحمل المسئولية عن ذلك، كما أن النيابة ذاتها باطلة. وأذن رئيس المحكمة لممثل النيابة العامة المستشار عبد الخالق عابد المحامي العام الأول للمكتب الفنى للنائب العام بتلاوة أمر الإحالة المتضمن الإتهامات المسندة إلى المتهمين غير أن الحضور بقاعة المحكمة أحدثوا جلبة وفوضى وتبادلوا الصياح على نحو لم يستطع معه رئيس المحكمة السيطرة على الوضع بالقاعة، فأمر برفع الجلسة وعادت هيئة المحكمة الى غرفة المداولة بعد 10 دقائق فقط من بداية الجلسة.. فيما هتف العديد من الحضور ورددوا العبارات والكلمات والجمل المناهضة لتنظيم "الإخوان" والمتهمين بالقضية، وبعضها تطالب بإعدام المتهمين. ورفع عدد من الحضور لوحات وصور مرسومة للصحفي الحسينى أبو ضيف الذى قضي في أحداث "الإتحادية"، وحدثت اشتباكات بالأيدى بين الحضور فى قاعة المحكمة قبل أن يتدخل الأمن للفصل بينهم لمنع وقوع اشتباك.