يحبس المصريون أنفاسهم، اليوم، انتظارًا لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي؛ سواء كان المواطن مؤيدا للمعزول أو معارضًا له، فالكل يولي وجهه شطر أكاديمية الشرطة مقر محاكمة «مرسي» للتنبؤ بمصيره هو وبعض من رجال جماعته. بينما قوات الشرطة والجيش لهم اعتبارات أخرى، وهي أن لا يحدث انفلاتُا أمنيًا قبل وأثناء وعقب جلسة المحاكمة؛ هو ما أدى إلى شبه حالة من الحصار الأمني والتعزيزات المكثفة في بعض الأماكن، وغلق شوارع وميادين وتحويل مسار طرق أخرى لمنع وقوع اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي المعزول أو استفزاز قوات الأمن. شهدت أكاديمية الشرطة، قبل نظر محكمة جنايات القاهرة، اليوم الاثنين، أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و14 آخرين من قيادات جماعة الإخوان في قضية اتهامهم بارتكاب أعمال العنف والتحريض على القتل والبلطجة التي وقعت في محيط قصر الاتحادية في 5 ديسمبر من العام الماضي، حراسة أمنية مشددة غير مسبوقة أكثر مما شهادته خلال محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك. أغلق الأمن جميع الطرق المؤدية إلى مبنى الأكاديمية من أمام زهراء مدينة نصر، وفرض كردون أمنيًا وكاميرات مراقبة ورجال الأمن المركزي المدعمين برجال القوات المسلحة، كما منعت القوات مرور أي سيارات خاصة بالمحامين أو الإعلاميين، ولم يسمح أيضًا بالدخول إلا لحاملي التصاريح؛ مما اضطر الجميع إلى السير على الأقدام من زهراء مدينة نصر وحتى بوابة 8 بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة. فيما انتشرت قوات الداخلية أمام المحكمة الدستورية بالمعادي لتأمين المحكمة من أي اعتداءات من أنصار المعزول، ومنع وصول السيارات إلى هناك، وبالمثل أغلقت القوات مداخل ومخارج ميدان التحرير، وذلك بتشديد الإجراءات الأمنية، فيما أثارت هذه التشديدات استياء المواطنين؛ وذلك لعدم تمكنهم من إنهاء بعض أعمالهم في مجمع التحرير. وأغلقت قوات الجيش منذ قليل، شارع 26 يوليو من أمام دار القضاء العالي حتى منطقة العتبة، وتم تحويل المسار أمام السيارات إلى شارع رمسيس. وكثفت قوات الأمن تواجدها بمحطات المترو المؤدية إلي المعادي، وتفتيش المواطنين وتمشيط المحطات، وكشفت الإدارة العامة للمرور أنها انتهت من وضع خطة لتأمين الطرق المؤدية إلى منطقة طره وكافة الطرق الرئيسية أثناء محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، بالإضافة إلى إغلاق شارع طره من الاتجاهين. فيها أغلقت قوات الشرطة طريق الأوتوستراد عند منطقة صقر قريش من الاتجاهين، على أن يستخدم المواطنين القادمين من حلوان تحويله كورنيش المعادي، والقادمين من مدينة نصر سيضطرون إلى استخدام الطريق الدائري ثم طريق حلوان. ووضعت بوابات عند طريق صقر قريش، يمر من خلالها المحامين والإعلاميين، وأهالي المتهمين والمجني عليهم للتفتيش، ثم نقلهم من خلال أتوبيسات تابعة للداخلية إلى قاعة المحاكمة. فيما وضعت وزارة الداخلية خطة أمنية لتأمين كافة الميادين والشوارع الرئيسية، شملت تواجد مُكثف لقوات الأمن المركزي في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة". وسادت حالة من التأهب القصوى وانتشرت مدرعات الجيش والأمن، تحسبا لوقوع اشتباكات ومحاولة اقتحام الإخوان للميدان رابعة العدوية بمدينة نصر في إطار المظاهرات التي دعا لها أنصار الجماعة.