يوم 19 نوفمبرهذا العام سيكون مختلفا تماما عما سبق، حيث يشهد هذا العام مزيجا من أحداث تسير كل منهم في اتجاه مختلف عن الأخر على الإطلاق، فعلى مدار عامين ودماء الشهداء لم تجف من شارع محمد محمود بين من استشهد ومن أصيب، وبين تنظيم احتفالات بعيد ميلاد الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي أصبح بطلا شعبيا حقيقيا. ومع هذين الحدثين يأتي الحلم المنتظر والأمل الأخير للشعب المصري لصعود الفراعنة إلى كأس العالم رغم الخسارة الفادحة في اللقاء الأول 6-1. وهنا تظهر ملامح مختلفة على قطاعات الشعب المصري حيث نرى أمهات مازالت تبكي على أبنائها وأخرين مشغولين باحتفالات عيد ميلاد السيسي والآخر يتنظر حلم الصعود إلى كأس العالم. بدأت أحداث محمد محمود يوم 19 نوفمبر عام 2011 واستمرت حتى يوم الجمعة 25 نوفمبر 2011 ووصفها البعض بأنها تعد الموجة الثانية لثورة 25 يناير, حدث فيها حرب شوارع واشتباكات دموية بين المتظاهرين والقوات الحكومية المختلفة حيث قامت قوات الشرطة وقوات فض الشغب بتصفية الثوار جسدياً (وليس مجرد تفريقهم) حيث إنها كانت حرب إبادة جماعية للمتظاهرين باستخدام القوة المفرطة وتصويب الشرطة الأسلحة على المتظاهرين واستهداف المستشفيات الميدانية . وقعت هذه الأحداث في الشوارع المحيطة بميدان التحرير وخاصة في شارع محمد محمود واستخدمت فيها الشرطة الهراوات وصواعق كهربائية ورصاص مطاطي وخرطوش ورصاص حي وقنابل مسيلة للدموع أقوى من الغاز القديم وقذائف مولوتوف وبعض الأسلحة الكيماوية الشبيهة بغاز الأعصاب وقنابل الكلور(en) المكثف وغاز الخردل، والفسفور الأبيض والغازات السامة – وذلك مقابل استخدام المتظاهرين الحجارة والألعاب النارية مثل الشمروخ وأحيانا المولوتوف. ومن ناحية أخرى دعا مجموعة من المؤيدين للفريق السيسي على رأسهم أعضاء حملة "كمل جميلك" إلى النزول في مسيرات أمام منزله القديم بحارة البرقوقية بالخرنفش بحي الجمالية بحضور عدد من الشخصيات العامة السياسية والفنانين للاحتفال بعيد ميلاده بعدما أصبح "السيسي" رجل لن ينساه التاريخ بعد موقفه الصارم في ثورة 30 يونيو بجانب الشعب المصري حيث أنه أحيا الشعب المصري بتخليصه من حكم الإخوان. وفي سياق مختلف تماما يأتي يوم 19 أيضا من شهر نوفمبر موعد اللقاء المنتظر، ألا وهو لقاء مباراة العودة مصر وغانا في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم الذي يبقى أمل المصريين الوحيد للصعود الى كأس العالم بعدما أدى المستوى الهزيل الذى ظهر به منتخب مصر أمام المنتخب الغانى إلى خسارة فادحة يوم الثلاثاء الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك والتي أطاحت الخسارة بفرحة المصريين بالعيد. وبين الاحتفالات بعيد ميلاد السيسي وأمل المصريين في الوصول لكأس العالم تبقى دموع الأمهات حائرة تحرق قلوبهم على أبنائهم الذين استشهدوا في أحداث محمد محمود وأحداث ذكراها في العام التالي ولم ينالوا حقوقهم ولم يتم القصاص من قاتليهم حتى الآن.