الأمم المتحدة تتهم سوريا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومجلس حقوق الإنسا يستعد لمناقشة الشأن السوري الإثنين المقبل * تليجراف تكشف اجتماعا بين الأسد ووزير خارجيته بوفد من مجلس الأمن مساء أمس طالب خلاله الوفد الدولي بالوقف الفورى لجميع أشكال العنف * تقرير سابق لتليجراف: اتفاق بين سوريا وإيران لبناء قاعدة عسكرية في اللاذقية لنقل الأسلحة مباشرة من طهران مقابل تعزيز العلاقات الثنائية كتبت- نفيسة الصباغ ووكالات: قال باراك أوباما الرئيس الأمريكي إن الوقت حان لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وأن الولاياتالمتحدة ستفرض عقوبات جديدة صارمة للمساعدة في إنهاء العنف في سوريا. وقال في بيان اليوم إن “مستقبل سوريا يجب أن يحدده شعبها لكن الرئيس بشار الأسد يقف في طريقه.” وأضاف إن دعوة الأسد “للحوار والإصلاح جوفاء في حين يسجن شعبه ويعذبه ويذبحه.” وأضاف: “من أجل الشعب السوري حان الوقت كي يتنحى الرئيس الأسد. ومن جانبها قالت هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي إن واشنطن ستقوم بالمشاركة مع المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات متعددة لتعميق الضغوط على نظام الأسد. وأكدت أن الشعب السوري يستحق “حكومة تحترمه وتحميه وتكون على قدر طموحه وآماله والأسد يقف بين السوريين وبين تحقيق هذا الهدف ولذا نطالب الأسد بالتنحي“. وأضافت أن أوباما أعلن عن إجراءات جديدة لتجميد الأصول السورية ومنع المواطنين الأمريكيين من المشاركة في أي عمليات تجارية مع الشركات السورية أو الاستثمار هناك. وفي الغضون، استدعت سويسرا سفيرها لدى سوريا وقالت إنها تدين عنف القوات السورية ضد المدنيين وسط دعوات دولية متزايدة لاتخاذ خطوات لإنهاء القمع. وقالت وزارة الشؤون الخارجية السويسرية في بيان إن “أفعال قوات الأمن السورية غير مقبولة. لهذا السبب استدعت الوزارة السفير السويسري إلى بيرن للتشاور.” وقال محققون في مجال حقوق الإنسان بالأممالمتحدة اليوم إن القوات السورية أطلقت النار على محتجين مسالمين في أماكن مختلفة من البلاد وغالبا من مسافة قريبة ودون تحذير مما أسفر عن مقتل 1900 مدني على الأقل فيما قد يمثل جرائم ضد الإنسانية. وأضافوا في تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه تم استخدام دبابات وقنابل وقناصة وأسلحة ثقيلة وطائرات هليكوبتر في الهجوم الذي استهدف سحق المعارضة لحكم الأسد. ومن المقرر أن يعقد المجلس المكون من 47 عضوا جلسة خاصة بشأن سوريا يوم الرثنين المقبل. وقال التقرير: “رصدت البعثة نمطا من انتهاكات حقوق الإنسان يشكل هجمات واسعة أو منتظمة على السكان المدنيين وهو ما قد يمثل جرائم ضد الإنسانية” مستشهدا تحديدا بقانون روما للمحكمة الجنائية الدولية. ولم يسمح للفريق الذي يغطي تقريره الفترة من منتصف مارس إلى منتصف يوليو بدخول سوريا لكنه أجرى لقاءات مع ضحايا وشهود في المنطقة. وجمع قائمة بأسماء 50 شخصا على مستويات مختلفة بالحكومة السورية لاحتمال استخدامها في محاكمات قد تجرى لاحقا. ومن جانبها، أشارت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية اليوم إلى أن اعتراف الرئيس السوري بارتكاب قوات الأمن “بعض الأخطاء” ضد المتظاهرين يتزامن مع تصاعد حدة العنف والقمع الدموى ضد المتظاهرين العزل من السلاح. وأوضحت أن الرئيس السورى ووزير خارجيته وليد المعلم اجتمعا الليلة الماضية مع وفد من مجلس الأمن الدولي يضم مسؤولي الخارجية في الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا حيث دعا الوفد إلى الإنهاء الفورى لجميع أشكال العنف التى ترتكب ضد المتظاهرين. وقالت الصحيفة إن الأسد أقر بارتكاب قوات الأمن بعض الأخطاء في المرحلة الأولى للاضطرابات ضد المتظاهرين حيث يسعى جاهدا إلى احتواء الموقف ومنع ذلك. وكانت الصحيفة قالت في تقرير سابق، استنادا إلى “مصادر استخبارية غربية” أن إيران وافقت على تمويل بناء قاعدة عسكرية في ميناء اللاذقية غرب سورية. وبحسب التقرير فإن تكلفة بناء القاعدة تصل إلى ملايين الدولارات، وقد تم التوصل إليه في يونيو، خلال زيارة قام بها وفد سوري رفيع المستوى إلى طهران. وأضافت الصحيفة أن القاعدة العسكرية، التي ستقام بالقرب من مطار اللاذقية الذي سيستكمل في نهاية العام الحالي، لهدف تسهيل نقل العتاد العسكري بين سورية وإيران. وبحسب الصحيفة تشير التقديرات إلى أن الاتفاق على تلك القاعدة يتضمن تعزيز العلاقات بين البلدين، وفي هذا الإطار تواصل سورية تعزيز قوة حزب الله السياسية في لبنان. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم الاتفاق على نقل آلاف الأطنان من الأسلحة والعتاد العسكري إلى القاعدة التي ستقام في اللاذقية في طائرات شحن قادرة على حمل 40 طنا. وزعمت المصادر أنه بحسب الاتفاق سيتم نشر قوات من حرس الثورة الإيرانية بشكل دائم في مدينة اللاذقية لمراقبة “الحملة واسعة النطاق” إلى جانب الأجهزة الاستخبارية السورية. وكانت “يديعوت أحرونوت” نقلت الخبر نفسه وقالت إن مدينة اللاذقية تعتبر موقعا مفضلا لسورية وإيران، لأن الجيوش الغربية لا تتابع ما يحصل فيها بشكل متتابع مثلما يحصل في العاصمة السورية دمشق.