بين ليلة وضحاها خرج إلينا شباب في العشرينات من أعمارهم، ليطرحوا علينا فكرٍ جديد، للتمرد على نظام الإخوان بعد عام من حكمهم لم يأت على البلاد بأي جديد بل على العكس أعادها سنوات للوراء، فاستطاع هؤلاء الشباب التمرد، وقاموا بتحريك الرأي العام، فحملوا ورقة تريد الأفضل ل"مصر"، وبالفعل استطاعت تلك الورقة بمساندة إرادة الشعب ووقوف القوات المسلحة عزل نظام أجمع الكثيرون بأنه نظام "إرهابي"، لتتحول تمرد إلى حركة سياسية تمارس العمل السياسي بشكل عام. فطوال الفترة الماضية، تمركز حديث الشارع المصري ووسائل الإعلام حول لجنة الخمسين والانتهاء من عملها وما بعدها من القيام بانتخابات برلمانية سواء كانت بنظام فردي أو قوائم، لتخرج حملة تمرد في مؤتمر لها أمس الثلاثاء، وتعلن خوضها الانتخابات البرلمانية المقبلة وأنها ستنافس على أكثرية المقاعد وسيكون لها مرشحين على مستوى الجمهورية، لتفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول قدرتهم على النجاح بالفعل في الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان بعد فشل الكثيرون من شباب الثورة في الانتخابات البرلمانية السابقة، وهل الحركة بالفعل لديها العدد الكافي من الثوريين لدعمهم في كل المحافظات. قال "حسن شاهين" المتحدث باسم الحركة ل"البديل"، إن الحركة ستدعم كل الشخصيات الوطنية والثورية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومن سيخوض الانتخابات ممثلا عن الحركة هما محمود بدر ومحمد عبد العزيز، وأشار إلى استعداد الحركة لعمل تحالف شعبي بين الأحزاب والكيانات المختلفة لخوض الانتخابات القادمة في كل المحافظات حتى تكون الأغلبية البرلمانية لصالح الثورة. فيما أوضح "محمد النبوي" عضو اللجنة المركزية لتمرد، أن الحركة لديها مرشحين في مختلف المحافظات ستخوض الانتخابات، لافتا إلى أن الحركة تفتح أبوابها للأحزاب التي تحب المشاركة تحت راية تمرد، قائلا "نأمل أن يكون كل البرلمان من الشباب، ولكن إذا كانت مصلحة الدولة على حساب الشباب فالأهم مصر". وأكد أن الحركة ليس لديها أي مال سياسي لاستخدامه في الانتخابات، كما لم يكن لديها مال عندما سحبت الثقة من محمد مرسى ونجحت في خطتها بإسقاطه، وستعتمد على الالتفاف الشعبي حولها أيضا في الانتخابات المقبلة. وفي إطار متصل قال دكتور "محمود سلمان" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه من الغريب إعلان تمرد خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على جميع المقاعد في حين أن كل الحركة شباب لم يتجاوزوا العشرينات من عمرهم، مشيرًا إلى أن تمرد وعدت سابقًا بعدم التحول لحركة سياسية ولن تشارك في الحياة السياسية عقب سقوط مرسي وما يحدث الآن هو مجرد "طمع شبابي" في الوصول إلى المناصب. وأضاف أن الشعب المصري أصبح على قدر كبير من الوعي والقدرة على تحديد من يتاجر باسم الثورة ومن يريد بالفعل تحقيق أهداف الثورة، موضحًا أن الانتخابات ودعم أشخاص بعينهم يحتاج إلى دعم مادي كبير من الحركة إلى تلك الشخصيات، والحركة لن تستطيع فعل ذلك لأن تمويلها ذاتي. واستشهد بما حدث مع تحالف "الثورة مستمرة" حين خاض الانتخابات البرلمانية السابقة ولم يفز بمقاعد كثيرة، في الوقت الذي كانوا يدعمون الثورة وأهدافها، ولكن عدم وجود التمويل الكافي للدعاية إضافة إلى قيام الجماعات الإسلامية بالمتاجرة مع الشعب باسم الدين جعلتهم يخرجون بتلك النتيجة. فيما استنكر "محمد عطية" عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية الوطنية، إعلان محمد عبد العزيز ومحمود بدر عضوي حركة تمرد خوضهما الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال إن ما قاله عبد العزيز وبدر يوم الثلاثاء لا يعبر إلا عن تصرفات صبيانية، وتشير من ناحية أخرى إلى حقيقة التمويلات المالية التي حصلوا عليها، والتي سبق أن طالبت السلطة بالتحقيق فيها وفضحها. وأضاف: "بدر وعبد العزيز صدقا أنفسهما بأنهما سياسيان ناجحان وهذا غير صحيح"، مؤكدا أنهما لا يصلحان حتى لتولي منصب في المحليات.