أثارت دعوة الرئاسة ل20 من شباب الإخوان المنشقين تحليلات متباينة بين عدد من القوى السياسية، فاعتبر البعض هذا اللقاء بمثابة إعادة لإنتاج الإخوان مرة أخرى، وإعادتهم إلى الساحة السياسية بطريقة غير مباشرة، فيما اعتبرها البعض الآخر احتواء من مؤسسة الرئاسة للأزمة الحالية. يقول أبو العز الحريرى – المرشح الرئاسى السابق، والقيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن اجتماع الرئاسة مع الشباب المنشق عن الإخوان أمر طبيعي ولا ينطوي على مصالحة مع الإرهاب مثلما يردد البعض، مشيرًا إلى أن شباب الإخوان لم يشتركوا فى العنف لكى تجرى معهم الدولة مصالحة. وأكد «الحريري» أن هؤلاء الشباب انشقوا عن أهداف الجماعة، لكنهم ليسوا خارج أفكار الجماعة والتنظيم، وبالتالي فقد شاركوا فى الأخطاء التى اقترفتها الجماعة فى حق مصر، إلا أنهم توقفوا عن الاستمرار فى الخطأ، ولذا يرحب بلقاء الرئيس بهم. وأوضح أن اللقاء سيحقق النجاح فى حالتين، أن يقتنع هؤلاء الشباب بأن نهج الجماعة معادٍ للوطن والدين، أو حال رفضهم العنف بكل أشكاله الآن ومستقبلا، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب قابلون للتغيير، وعلينا أن نتواصل معهم مرة أخرى. من جانبه، قال تامر القاضي – عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، إن اجتماع الرئاسة مع شباب الإخوان جاء من مؤسسة الرئاسة لاحتواء الأمر، مشيرًا إلى أن نجاح اللقاء من عدمه يتوقف على وجود نية لدى جماعة الإخوان لاحتواء الامر والتوقف عن الدعوة لتظاهرات المستمرة التى تعطل مصالح مصر. وأكد «القاضي» أن الرئاسة ربما تكون عقدت ذلك اللقاء فى محاولة لأخذ ضمانات من شباب الإخوان المنشقين بالتوقف عن التظاهر وعن تعطيل مصالح مصر سواء فى الجامعات أو المنشآت، وذلك حتي يعود الاستقرار النسبي إلى مصر من الناحية الامنية ومن كل النواحي . ومن ناحية أخرى، اعتبر محمود فرج – منسق العمل الجماهيري باتحاد شباب الثورة، لقاء الرئاسة مع شباب الإخوان المنشقين اليوم بمثابة مصالحة مع تلك الجماعة الإرهابية. وأكد «فرج» أن شباب الإخوان المنشق هم من يطلقون على أنفسهم هذا المسمي، فهم اخترعوا تلك الحركات المنشقة للتواصل مع الشعب ومع الدولة بشكل جديد، مؤكدًا أنهم يحملون فى أفكارهم الفكر الإخواني المتسرخ فيهم . وأضاف أن كل هذه التيارات أبناء مدرسة فكرية واحدة، ولا بد من وضع ضوابط لذلك الحوار، منها الاعتراف بما ارتكبوه من جرائم، كذلك مراجعة أفكارهم العنيفة التى ربما تؤدي إلى الإطاحة بمصر فى سكة لاحد يريدها. فى إطار متصل، انتقد الدكتور عبدالستار المليجي – القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، دعوة أحمد المسلمانى – المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية بعض شباب الإخوان المنشق عن الجماعة لعقد لقاء غدًا الثلاثاء بمقر رئاسة الجمهورية. وقال «المليجى»، إن «المسلمانى» يصنع تنظيمًا جديدًا للإخوان، تستخدمه السلطة لضرب المعارضة المصرية وتحوله في الوقت الذي يناسبها إلى تنظيم إرهابي وهو نفس سلوك السلطة البائدة التي ثرنا عليها في 25 يناير. وأضاف أنه عندما يريد «المسلمانى» وغيره أن يتحدث مع المنشقين عن الإخوان، فهناك الدكتور محمد حبيب – نائب المرشد العام، والدكتور ثروت الخرباوى، والدكتور عبد الستار المليجى، ومختار نوح، وغيرهم من قيادات الجماعة بدلًا من دعوة مجموعة من الأطفال لا يدركون ولا يعلمون شيئًا عن الجماعة.