"تمر ذكرى رحيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر صاحب مقولة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، فلم يكن من قبيل المصادفة أن تمر ذكرى رحيله، مع الذكرى الثالثة عشرة على مرور الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وقد أثبتت التجارب والأيام حقيقة واضحة وهى أن العدو الصهيونى لا يستمع إلا تحت تأثير المقاومة المسلحة ولا يجلس على الطاولة إلا بعد إطلاق النار عليه. يقول الدكتور رفعت سيد أحمد -مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث- " فلسطين تحتاج إلى انتفاضة ثالثة لأن الأوضاع في غزة وكل الأراضى الفلسطينية وصلت لمرحلة متدهورة للغاية، فالخلاف في الداخل الفلسطينى أعلى من الخلاف مع العدو الصهيوني. وأكد أن الانتفاضة الثانية قادرة على إعادة الذاكرة للشعب الفلسطينى بعد أن شوهتها الأنظمة العربية، وتؤكد على ذاكرة المقاومة الفلسطينية ، مشيرا إلى الانتفاضة الفلسطينية الأولى كانت مكاسبها جيدة للغاية لكنها ضاعت في "أوسلو". ومع ذلك فإن الانتفاضتين الأولى والثانية أكدت على أن الصراع مع العدو الإسرائيلي لابد أن يكون على قاعدة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". من جهته قال محمد شتيه -باحث فلسطينى ودكتوراه في القانون الدولي بجامعة القاهرة-:"من الناحية القانونية فإن أي شعب يتم احتلاله له حق المقاومة المسلحة، والشعب الفلسطينى محتل ومن حقة الدفاع عن أرضه باستخدام كافة الوسائل المسلحة. وتابع قائلا:"فى بداية عام 2000 ثار الشعب الفلسطيني على الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة لحقه في المقاومة المسلحة، أما الآن فميزان القوة العالمى تتحكم فيه الولاياتالمتحدة ويهدد القانون الدولي، بالتالي فإن الانتفاضة في نظر أمريكا وإسرائيل هى عمل إرهابي.. وأوضح أن الانتفاضة دفعت القضية الفلسطينية إلى الأمام ودفعت الصهاينة للجلوس على طاولة المفاوضات، وبالفعل تنازلت إسرائيل على أشياء كثيرة، في محاولة للتهدئة، ثم ما لبث أن رجع الاحتلال عن كل وعوده واتفاقياته. وأكد شتيه أن الشعب الفلسطيني مستمر فى الانتفاضات والمقاومة المسلحة والكفاح السلمي، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الاحتلال لا يحترم أي دبلوماسية ولا يردعه إلا المقاومة المسلحة. من جهته أوضح الدكتور محمد أبو غدير -أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر- أنه عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية كانت عسكرية، وتميزت بنقل الحرب إلى الشارع الإسرائيلي، لكن بعد مرور سنوات نرى إسرائيل بما تملك من لوبى صهيونى ووسائل إعلام محترفة، سوقت الأمر للعالم على أنه أعمال إرهابية. وأضاف أن كلمة الانتفاضة كلما ترددت في الداخل الإسرائيلي يكون لها تأثير قوي، وهي فى القاموس الإسرائيلي تعني "الرعب"، لما تسفر عنه من خسائر بشرية تمثل أهمية قصوى للصهاينة. وأشار إلى أن هناك احتمالات بنشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة، لأسباب ترجع إلى أن السلطة الفلسطينية لديها عجزمالي كبير جدا، والمواطن الفلسطينى ليس أمامه سوى العمل فى بناء المستوطنات الإسرائيلية التي تقام على أراضيه، فكما يقول المثل الشعبي المصري "الجوع كافر" وهو ما سيكون سببا قويا في اندلاع الغضب. وأشار إلى أن الانتفاضة الأولى حققت انتصارا فلسطينيا، فلأول مرة في تاريخ إسرائيل تخرج مظاهرات من 350 ألف مواطن ترفض الحرب، لكن الذهاب إلى أوسلو دمّر كل المكاسب، مشددا على أن إسرائيل لم تقدم أى تنازلات فى تاريخها إلا تحت ضغط، كما أنها تتأثر بالأمتين العربية والإسلامية. وقال: "إسرائيل تأكدت من التطورات الأخيرة التي مرت بها الدول العربية أنها تواجه شعوبا لا حكومات، وهو أمر تعمل عليه المراكز البحثية الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه من المحتمل حدوث هبّة فلسطينية في أي وقت".