نجح المنتخب المصري في تحقيق العلامة الكاملة في المرحلة الثانية وقبل الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 واقترب بشدة حلم المصريين بالعودة لأكبر محفل عالمي في المعمورة بعد غياب دام ل24 عام. وبرغم النجاح المبهر للمنتخب المصري حتى الآن كونه الفريق الوحيد على مستوى العالم الذي تمكن من تحقيق الفوز في كل مبارياته بالتصفيات، إلا أن هناك مخاوف من عدم قدرة الفراعنة على تحقيق نفس الإنجاز في مرحلة الجد، لاسيما وأن الغياب عن آخر نسختين من أمم إفريقيا قهقر تصنيف الفراعنة العالمي وأجبره على خوض المرحلة الحاسمة في التصنيف الثاني، ما يعني أنه سيواجه فريق من المستوى الأول في القارة بلقاءي الذهاب والعودة عقب القرعة التي ستجرى في القاهرة يوم الإثنين المقبل. ومن المنتظر أن يواجه المنتخب المصري أحد منتخبات كوت ديفوار أو غانا أو الجزائر أو نيجيريا أو تونس التي تأهلت في اللحظة الأخيرة بدلا من الرأس الأخضر الذي عوقب بسبب إشراك لاعب غير مؤهل، وستحدد القرعة أيضا الفريق الذي سيستضيف الذهاب والعودة. "البديل" استطلعت أراء بعض الخبراء الرياضيين قبل القرعة لمعرفة رأيهم في أداء المنتخب المصري حتى الآن وهل هذا الأداء يؤهله لبلوغ النهائيات أيا كان اسم المنافس أم لا، وعن رأيهم الفني في المنتخب الأنسب لمصر مواجهته في هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات. يقول "محمود بكر" المعلق والمحلل الرياضي أن الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب المصري يواجه مشاكل عديدة منذ توليه مهمة تدريب الفراعنة بسبب توقف الدوري، وعدم وجود فترة إعداد جيدة للاعبين. حيث أنه قدم لمصر ووجد نفسه بدون لاعبين أو بطولات منتظمة، بالإضافة لأن الأسماء المتاحة ليست في كامل لياقتها بسبب الابتعاد عن المباريات بعد توقف بطولة الدوري العام المصري. وأكد أن المجموعة التي تواجدت بها مصر في المرحلة الماضية من التصفيات خدمتها بشكل كبير. ورفض بكر تقييم عمل برادلي بشكل كامل نظرا لأن الظروف التي يعمل فيها لا تساعد على حيادية التقييم. وأشار إلى أن الفريق الكبير لا يجب أن يخشى مواجهة منتخبا بعينه لأن من يريد الوصول للمونديال عليه إثبات أنه قادر على مواجهة الجميع، ولكنه فضّل في الوقت ذاته عدم مواجهة الجزائر ليس لقوة الخضر، ولكن بسبب التوتر الكبير بين جماهير البلدين وعدم تكرار الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباريات الفريقين في التصفيات الماضية. أما طه بصري نجم مصر والزمالك السابق، فقال أن المنتخب قادر بكل تأكيد أن يصل للمونديال في حالة أن يكون هناك استعداد بشكل جيد خلال الفترة المقبلة. وأضاف أنه لابد من تواجد تنسيق بين اتحاد الكرة والقوات المسلحة من الآن لإقامة المباراة على استاد القاهرة في حضور الجماهير. وأكد على قوة جميع الفرق المتواجدة بالمستوى الأول إلا أنه يفضل مواجهة تونس في المباراة الفاصلة نظرا للظروف المتشابهة بين البلدين، والعلاقات الجيدة التي ستجعل كل منهما يوفر الأجواء المناسبة لإقامة المباراة. فيما يرى طارق يحيى المدير الفني لفريق مصر للمقاصة ونجم منتخب مصر ونادي الزمالك السابق، أن التشكيلة الأساسية التي تخوض المباريات المقبلة ستشهد تغييرات، سيكون أبرزها عودة وائل جمعة وحسام عاشور بالإضافة لمشاركة إبراهيم صلاح ومحمد عبد الشافي ما سيزيد من القوة الدفاعية للفريق. وأشار إلى أنه برغم الفوز العريض على غينيا في الجولة السادسة من الجولة ما قبل إلا أن هناك بعض المشاكل التي ظهرت في خط دفاع المنتخب، والدليل على ذلك تلقي شباك شريف إكرامي لهدفين. ونوه يحيى على الإضافة الكبيرة التي من الممكن أن يمثلها عودة بعض الأسماء من الإصابة مثل حسني عبد ربه ومحمد ناجي جدو لما يمتلكانه من خبرة دولية تعوض بعدهما عن المشاركة لفترة طويلة. وحول المنتخب الذي يفضل أن تواجهه مصر في هذه المرحلة فيرى أن منتخبين مثل تونس ونيجيريا هما الأفضل للفراعنة حاليا بسبب ابتعادهما نسبيا في المستوى، على عكس كوت ديفوار وغانا اللذين يمتلكان تشكيلة حديدية، والجزائر التي تشهد مبارياتها مع مصر توترات نحن في غنى عنها حاليا.