دعاء محمد بعد محاولة اغتيال اللواء "محمد إبراهيم" وزير الداخلية صباح اليوم، يبدو أن شبح تصفية الشخصيات السياسية الثورية المصرية يلوح في الأفق من جديد، على نفس النهج الذي سار عليه أعضاء جماعة الإخوان في عام 1954، ويعتبر رد الفعل هذا على شاكلة الصدام نفسه الذي حدث بين عبد الناصر والتنظيم السري للجماعة، والذي انتهى بأحكام مشددة على البعض منهم وصلت إلى الإعدام والسجن المؤبد. كما أن طريقة التفجير عن طريق سيارة مفخخة وسط منطقة سكنية، كأنها رسالة بأنهم يريدونها عراق آخر، وأن يكونون في الحكم أو مزيدا من التخريب والقتل، وتصفية السياسيين والقادة كما فعلوها من قبل، ويشهد عليهم حادث المنشية، أثناء محاولة اغتيال عبد الناصر. وحول هذه الكارثة التي استيقظ عليها المصريون اليوم قال اللواء "جمال أبو ذكري" الخبير الأمني ل"البديل" أن محاولة اغتيال وزير الداخلية اليوم الخميس، هي محاولة جاءت من جماعة الإخوان كمحاولة أخيرة لإحداث زعزعة في مصر وعدم استقرار للأوضاع، مشيرًا إلى أن الجماعة أثبتت عدم قدرتها على الحشد الشعبي في الشارع مع الجماهير، فتحاول تنظيم مليشياتها لزعزعة الاستقرار باغتيال قيادات الداخلية، معتبرين أنهم في ثأر مع الداخلية التي قضت على اعتصاماتهم المسلحة. وأضاف "أبو ذكري" أن الحل في القضاء على تلك المحاولات الإرهابية هو عودة ضباط أمن الدولة مرة أخرى إلى جهاز مكافحة الإرهاب، بعد أن تم استبعادهم في فترة محمد مرسي، لافتًا إلى أن الداخلية حتى الآن لم تتبع الأساليب القمعية مع جماعة الإخوان لأنها تريد الحفاظ على حرية المواطنين وعدم ممارسة الديكتاتورية. وطالب الخبير الأمني الجهات المسئولة من الرئاسة بالسماح للضباط المعزولين في عهد مرسي بالعودة مرة أخرى إلى عملهم بجهاز امن الدولة حتى يتم مكافحة الإرهاب الذي ترتكبه تلك الجماعات بشكل فعلي، موضحًا أن ما يحدث من تلك العمليات الإرهابية لابد من القضاء عليه في أسرع وقت. ومن جانبه أوضح "عبد الفتاح عُمر" الخبير الأمني أن محاولة اغتيال وزير الداخلية اليوم، والقنابل التي تتواجد يوميا في مناطق حيوية، ما هي إلا محاولات إرهابية تفعلها جماعة الإخوان لتصفية سياسية ونشر الإرهاب والفوضى في مصر بشكل عام، ليثبتوا للشعب أن عدم وجود مرسي هو من أشعل النيران في مصر كلها. وأكد أن الإرهاب الذي تفعله تلك الجماعة أمرا متوقعا، لكن لابد أن تتصدى لهم وزارة الداخلية بكل قوة ولابد أن يصل حد العقاب إلى الإعدام لمن يرتكب تلك الأعمال الإرهابية. وأضاف أن الموعد والطرق التي يمر بها موكب الوزير تتغير يوميا، مؤكدًا أن أجهزة الحراسات الخاصة ستفعل خطتها الأمنية في الأيام القادمة لحماية المسئولين والشخصيات العامة، ولكن الأهم من ذلك هو حماية الأمن العام والمواطنين في الشارع. ويرى "نبيل عبد الفتاح" الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن مساعي الإخوان لتكرار ما فعلوه عام 1954 من تصفيات سياسية واغتيالات للقادة ومحاولات نشر الفوضى ودعم الإرهاب لن ينجحوا فيه، لأن التاريخ لا يعيد نفسه، وهم أثبتوا للشعب كله أن مصلحة مصر ليست ضمن حساباتهم، فكل ما يعنيهم هو حماية التنظيم والحفاظ على الجماعة ونشر أفكارها، حتى لو عن طريق الدم. وأشار عبد الفتاح إلى أن العنف الذي يمارسونه متوقعا في حالات الصراع السياسي، خاصة في أعقاب "انتكاسة" العملية الثورية بالنسبة لهم عن طريق انتصار إرادة الشعب الذي كشف تواطؤ الجماعة والتيار السلفي مع المجلس العسكري من قبل، والمزايدة بدم الشهداء، والمتاجرة بالدين، للوصول إلى غايتهم في الحكم، وفرض السلطة على الشعب المصري، وتحويل الدولة المصرية من حديثة إلى دولة يتم صياغتها على الهوى الأيدلوجي لجماعة الإخوان. وأكد أن الإخوان يعملون لصالح تشابكاتهم مع الجماعات الجهادية والتكفيرية في الخارج، ويحاولون تقوية شوكة بعضهم في سيناء، حتى يفقد الجيش السيطرة على هذه البقعة، مؤكدًا أنه أمر لن تسمح به القوات المسلحة، وستتصدى له بكل قوة وحزم. وأوضح أن هناك سيناريوهات كانت جاهزة قبل 30 يونيو، وأولها العنف والفوضى، وهو ما يفعلونه الآن، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يستمر فترة حتى ينتهي أمرهم ويتراجعوا عن هذه الممارسات، مشددًا على أنه لابد أن تضع الدولة آليات للتصدي لهم من خلال الأساليب السياسية، وأن تضغط القوى الثورية لإحداث تغيير جذري في مستوى التعليم، وهو ما يضمن القضاء على هذه الأفكار الضالة ونشر قيم الإسلام بسماحته