قال تامر الهنداوي، المتحدث باسم حملة امنع معونة، إن الاستقلال والتحرر الوطني يمثل حجر الزاوية في نجاح أي ثورة يقوم بها المصريون، فهناك ارتباط شرطي بين التحرر الوطني، وامتلاك الإرادة والقرار وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير من الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وأضاف، خلال كلمته في ندوة موقع «البديل»، اليوم، انه لا يمكن الحديث عن حرية مواطن لا يمتلك قوت يومه ما يضمن له حياة كريمة، ولن يمتلك المواطن قوت يومه إلا في ظل نظام اقتصادي قوي يضمن استغلال مواردنا البشرية والمادية ويضمن توزيع عادل للثروة، وهذا النظام لن نتمكن من بناءه في ظل المعاهدات التي تفرض علينا انحياز تجبر مصر على البقاء ضعيفة تابعة للنظام العالمي، بحيث تظل إمكانياتها في يد الغرب، وتقضي أن تتخلي مصر عن دورها القيادي في أمتها. وشدد على أن التحام الإرادة الشعبية بالزعيم جمال عبد الناصر، أفشلت المخططات السابقة وأجبرت المعتدين على الرحيل، فحققت مصر نصرا سياسيا فتح لها الباب لقيادة أمتها، والأمر نفسه تكرر مع انتصار مصر في حرب 1973، ليلتف الأمريكان وحلفائهم الصهاينة في محاولة لإيقاف قطار التطور الذي أطلقته ثورة 1952 والذي تجلي في تحقيق نهضة اقتصادية وضعت مصر على طريق المنافسة، لتتحول إلى هزيمة سياسية بإبرام معاهدة كامب ديفيد التي كبلت الإرادة المصرية وأفقدت مصر سيادتها . وأضاف المتحدث الإعلامي لحملة امنع معونة، أن المعونة الأمريكية أحد أهم العوائق أمام نهضة مصر، فعلى المستوي العسكري، ساهمت المعونة في جعل الجيش المصري كتاب مفتوح أمام الأمريكان وحلفائهم الصهاينة، كما ضمنت التفوق العسكري للعدو الصهيوني على الجيش المصري، وجعلت مصر "زبون" دائم لدي شركات السلاح الأمريكية، ومنعتنا من تنويع مصادر تسلحينا، إضافة إلى أن جزء كبير من هذه المعونة يعود للأمريكان في بنود مرتبات الخبراء والمدربين. وتابع أن المواطن المصري البسيط لم يشعر بهذه المعونة لسببين رئيسيين، الأول أن نسبة هذه المعونة لا يمثل شيء بالنسبة لمصر التي تبلع موازنتها العامة 820 مليار جنية، وفي دول مثل مصر يبلغ عدد سكانها 85 مليون شخص، بمعني حال توزيع المعونة على المصريين ، يكون نصيب الفرد ما يزيد عن الدولار بقليل، إضافة إلى أن المعونة لم توجه لمشاريع تنموية تضمن خلق فرص عمل لحل أزمة الفقر المستشري في مصر بسبب السياسات الاقتصادية التي فرضت على مصر بعد معاهدة كامب ديفيد، بل توجه إلى مشاريع بنية تحتيه خدمية يحددها الأمريكان ويشرف على تنفيذها شركات أمريكية ورجال أعمال مصريين هم من يختاروهم.