سوريا وطن على مشارف حرب، هكذا طالعتنا الصحف الإخبارية باحتمالية شن هجوم عسكرى أمريكى على الأراضى السورية، الأمر الذى سيكون له بالغ الأثر فى المنطقة العربية بأسرها وفى مصر على وجه التحديد. اعتبر محللون أن ما يحدث فى سوريا سيكون له بالغ الأثر على أقباط مصر، أو يتسبب فى احتمالية هجرتهم خارج البلاد بأعداد كبيرة مثلما حدث مع أكراد العراق بترحيلهم. من جانبه، قال القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الإعلام والنشر بسنودس النيل الإنجيلي، إن ما يحدث لسوريا صورة مصغرة لما يحدث فى العالم العربى، تحت غطاء الصراع على السلطة القائمة بشعارات الديمقراطية، أما الصورة الحقيقية أن أمريكا تساند الجيش الحر فى سوريا، وفى مصر كان وجود الرئيس المعزول "مرسي" يساهم بشكل أو بآخر فى دعم استمرار وجود الجيش الحر. وتابع: هدف الإدراة الأمريكية تثبيت الجيوش القوية بترسيخ الأصولية الإسلامية؛ لضمان استمرار سلطتها ونفوذها، وبالتالى إملاء شروطها على منطقة الشرق الأوسط، بجانب تحقيق أمان إسرائيل. وعن تأثير هذا الوضع على أقباط مصر، أوضح "فكرى" أن التصاعد للفكر الأصولى من شأنه تهميش الآخر ومن ثم تطفيشه، متوقعاً تزايد التصاعد لوتيرة التطرف الفترة المقبلة، وعلى المدى البعيد يفضى ذلك إلى هجرة جماعية ليس فقط للأقباط ولكن لكل من يؤمن بالدولة المدنية؛ لتحقيق الفوضى الخلاقة التى تحدثت عنها "كونداليزا رايس"، وبشكل عام لتفتيت الوطن العربى مثل السودان، أو إخلائه من المسيحيين مثلما حدث مع يهود مصر من قبل. وعن مقاومة الجيش المصرى، قال: "هناك عناصر ستظل تقاوم، كالجيش والشعب المصري بمؤازرة دول أجنبية كروسيا، وأتمنى أن تنجح المقاومة، لكن ما يثير القلق الضغوط الدولية الساعية لتفتيت الشرق الأوسط وتقليل دوره وتهميشه". وأكد مدحت قلاده، رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى أوروبا، أن الحرب علي سوريا لن يتأثر بها أقباط مصر فقط بل المصريين؛ لأنها ستعطي أملا للإخوان فى البقاء، موضحاً أن هذا هو الهدف الأمريكي بعد فشلها في مصر وعزل الشعب لجماعتها تحاول إيجاد لهم وطن يتمكنون منه في سوريا لأمنها ولأمن اسرائيل ايضاً وتحطيم بشار وتمائم سوريا. وتابع قلاده أن المؤسف فى الأمر موقف الجامعة العربية التى وصفه بالمخجل وعديم القيمة، معللاً بأن هذا الموقف جعل المنطقة تغتصب من أصحاب المصالح والمطامع. وعن تأثير الحرب على سوريا ونزوح الأقباط من المنطقة العربية مثلما حدث بالعراق من قبل، قال قلاده: "بالفعل هذه خطة أوباما لتخليص الشرق الأوسط من المسيحيين للتفرغ للحرب الشيعية السنية على أمل انقاذ إسرائيل، وبالفعل حدث فى سوريا هجرات جماعية لأعداد كبيرة من المسيحيين لدول أوروبا التى تعطى بدورها للسوريين إقامات خاصة لمسيحي سوريا المهاجرين فى شتات البلاد الأوروبية، وسوف يحل محلهم قيادات الجهاد العالمي، إلا أن إسرائيل وأمريكا سترى على المدى البعيد نتيجة رعايتها للوحوش التي اعتقدت أنها تستأنسهم وستتذوق من نفس كأس الإرهاب الذى تبنته، مؤكداً أن الخاسر الحقيقي من الاعتداء علي سوريا ستكون أمريكا نفسها التي ستحمل لعنات وكراهية شعوب المنطقة بالتفرقة مسلم مسيحي لا ديني لأنها دولة ليس لها أي أخلاق أو إنسانية. واعتبر الناشط شريف رمزى، العضو فى أقباط بلا قيود، أن التهديد بشن عدوان هجمات عسكرية على سوريا يُمثل فى الوقت نفسه تهديداً لمصر ولشعبها ولجيشها، مُضيفاً: "العدوان على سوريا خطوة على طريق تقسيم البُلدان العربية وتفكيك جيوشها، وإذا نجحت خطة الحكومات الغربية فى ضرب سوريا، فلن تتردد فى استهداف مصر وجيشها بعد ذلك. وطالب "رمزى" المصريين المُقيمين بالخارج بالخروج إلى ميادين العواصمالغربية، ولاسيما العاصمة الأمريكيةواشنطن؛ للاحتجاج والتنديد بسياسة الإدارة الأمريكية الداعمة للإرهاب وإشاعة الفوضى فى الشرق الأوسط. ووجه دعوة لأقباط الخارج بالتفاعل مع كل أشكال الاحتجاج والتظاهر ضد سياسات الولايات المُتحدة التى أدت إلى تصفية الوجود المسيحي فى العراق، مُحذراً من أن المصير ذاته ينتظر مسيحيي سوريا ومصر إذا لم تجد السياسات الأمريكية من يُردعها.