خصصت صحيفة "لو موند" مقالها الافتتاحي حول رفض البرلمان البريطاني لمشاركة بلاده في أية عملية عسكرية تستهدف سوريا والذي كان يسعى إليها رئيس الحكومة البريطانية الحالي ديفيد كاميرون. وأوضحت الصحيفة في مقالها الذي جاء تحت عنوان "الجميع يصوت ضد توني بلير" أن قرار الرفض لم يصدر ضد كاميرون بل ضد رئيس الحكومة السابق توني بلير، حيث غن أعضاء البرلمان يرفضون تكرار المأساة العراقية مرة أخرى. وتفسر "لو موند" رفض البرلمان البريطاني المشاركة في حرب عسكرية ضد سوريا بالصدمة النفسية التي تعود إلى حقبة الحرب على العراق، حيث عمل بلير على إدخال بلاده في حرب ضد العراق تحت حجة أن الرئيس صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل. وبينت الصحيفة أن رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون اعترف أن هذا الرفض من قبل البرلمان لا يقصده هو بل رئيس الحكومة السابق توني بلير، وما خلفه من صدمة نفسية لدى الجميع أثر نتائج حملته للتدخل في العراق. وتابعت "لو موند" بأن غالبية النواب في البرلمان البريطاني طالب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون بضرورة أخذ العبر من درس العراق. وأشارت الصحيفة إلى أنه مثل فرنسا والولايات المتحدة، فإن التصويت على القرار في بريطانيا يعكس مشاعر النواب الممثلين عن الشعب تجاه هذا الحدث. واسترجعت الصحيفة الفرنسية الحملة التي شنها توني بلير من أجل إدخال بلاده في حرب ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، تلك الحملة التي كانت قائمة على معلومات خاطئة والتي عملت على نشر أن الرئيس العراقي السابق لديه أسلحة دمار شامل. والمشكلة تكمن أيضا في أن بلير لم يعترف بخطئه على القدوم إلى تلك الحرب، وهذا ما تسبب في استياء كبير لدى الشعب البريطاني. ومن جانبها، أوضحت "لو موند" أن الوضع في سوريا يختلف عن الوضع الذي كان في العراق، لكن الرأي الغربي أصبح شكاكا وحذرا، فالرأي الغربي قبل أن يقدم على أي خطوة يريد ضمانات بأن هذه الضربة ستكون محددة ولفترة قصيرة. واختتمت "لو موند" أن المشكلة سياسية وليست عسكرية، فواشنطن تستطيع أن تنفذ هذه الضربة لوحدها دون حاجة إلى فرنسا أو إنجلترا، فالمسألة تكمن في كيفية التعامل مع سوريا، وهل سيكون نفس طريقة تعامل الغرب مع العراق؟.