* نظام البشير يتسبب في تشريد مئات الآلاف من أهالي النوبة ومخاوف من عودة الحرب بين الشمال والجنوب * أكثر من 3 آلاف نوبي اختفوا، ونزوح ما بين 400 إلى 500 ألف شخص بعد قصف أكثر من 50 مدينة في جبال النوبة الخرطوم- وكالات: هدد الرئيس السوداني عمر البشير بحرمان الجنوب من استعمال البنى التحتية النفطية في الشمال إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل إعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو المقبل. وأكد أمام أنصاره في الخرطوم أنه يمنح الجنوب خيارا من اثنين، أن يستمر الشمال في الحصول على حصته أو أن يحصل ضريبة عن كل برميل يصدره الجنوب عبر مرفأ السودان، مضيفا أنه في حال لم يقبل الجنوب بأي من هذين الخيارين فإن الشمال سيغلق أنابيب النفط. وينتج جنوب السودان حوالى ثلاثة أرباع النفط السوداني، إلا أن الشمال يدير الصناعة النفطية، حيث أن كل البنى التحتية المهمة موجودة على أراضيه. واأدت القيود التي فرضت على تزويد الجنوب بالمواد الغذائية والمحروقات منذ الشهر الماضي، إلى نقص حاد في المحروقات. ويحاول مسؤولون من الشمال والجنوب يجرون محادثات في أديس أبابا إعادة البحث في إدارة الصناعة النفطية بعد التقسيم وخصوصا الرسوم التي يجب أن يدفعها الجنوب لاستعمال البنى التحتية النفطية في الشمال. وفي الغضون، ذكرت صحيفة “أوبزرفر” البريطانية، أن القتال الشرس الجديد الذي اندلع على طول الخط الفاصل بين شمال السودان وجنوبه يثير قلقاً عميقاً بشأن سلامة النوبيين، الضحايا المنسيون للحرب الأهلية التى استمرت لفترة طويلة في البلاد، والذين أصبحوا مرة أخرى عرضة للهجوم من جانب القوات الحكومية والمليشيات. وأشارت الصحيفة إلى أن القتال قد زاد إلى حد كبير من فرص انهيار اتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية قبل ستة سنوات، وإعادة إشعال فتيل الحرب بين الشمال والجنوب وإنهاء كل الآمال بانفصال سلمى للجنوب من المتوقع أن يعلن عنه بشكل رسمي فى 9 يوليو المقبل. وتشير الصحيفة إلى تقارير عدة صادرة عن الأممالمتحدة تمكنت من الاطلاع عليها جاء فيها أن انتهاكات حقوق الإنسان أصبحت مألوفة وجزء من الإستراتيجية فى حرب النوبة الجديدة. فهناك عمليات تفتيش فى المنازل يقوم بها عناصر الدفاع الشعبي، كما تنتشر عمليات الابتزاز على نطاق واسع ضد المدنيين العزل مع استهداف محدد للقبائل الأفريقية، وسرقة مكاتب الإغاثة. وخلال أربعة أيام أمضتها في الحرب، حذرت بعثة الأممالمتحدة فى السودان في تقرير داخلي من أن الأزمة الإنسانية تتفاقم بالفعل، وأن بعثة الأممالمتحدة ليست مستعدة بشكل كاف لمواجهتها، كما أن وكالات الأممالمتحدة غير مستعدة للتعامل معها. وكان القائد النوبى عبد العزيز أدم الحلو قد أخبر وسطاء الاتحاد الأفريقي أن أكثر من 3 آلاف شخص قد اختفوا، إما قتلوا أو غير معلوم مكانهم، وذلك لأنهم نوبيين. وأضاف أن ما بين 400 إلى 500 ألف شخص قد نزحوا من بين إجمالى مليونى ونصف هو عدد سكان جبال النوبة، كما تم قصف أكثر من 50 مدينة.