في مقطع فيديو، ظهر مؤخرا على الإنترنت تظهر فتاة مصرية تتحدث للمتظاهرين في أسبانيا، وتطالبهم بالبقاء في الميدان، كما فعل المصريون الذين لا يزالون يتابعون مطالبهم وينزلون إلى الميدان كل يوم جمعة للتأكد من محاكمة كل رموز النظام السابق والاستمرار في تحقيق مطالب الثورة المصرية. وأضافت الفتاة التي تحدثت باللهجة المصرية مصحوبة بترجمة اسبانية، إنها للمرة الأولى تعلن عن فخرها بكونها مصرية، وسط تصفيق من المجتمعين في الميدان وسط العاصمة الإسبانية مدريد. يذكر أن الإسبان خرجوا في حركة سلمية تنوعت فيها التوجهات السياسية للتنديد بانعدام العدالة الاجتماعية وانحرافات الرأسمالية و«فساد رجال السياسة». وتعد البطالة التي بلغت مستوى قياسيا 21.19% وتطال تقريبا نصف الشبان الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، هي المطلب الأكثر تداولا بين المتظاهرين. كما يدور الحديث كثيرا حول الاستياء من أكبر الأحزاب السياسية، لا سيما الاشتراكي والشعبي، مما قد يسهم في ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت أو البطاقات البيضاء أو التصويت لصالح الأحزاب الصغيرة. ومن بين الشعارات المفضلة التي يرددها المتظاهرون في بويرتا دل صول: «أكيد.. إنهم لا يمثلوننا». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المهندسة الشابة آنا رودريغث، 29 سنة، وهي عاطلة عن العمل وقضت ليلتين مع المعتصمين في الساحة قولها صباح أمس: «أكيد سأنتخب، لكني سأنتخب حزبا صغيرا». وتمثل المظاهرات والاعتصام المستمر في اسبانيا تحديا مزدوجا بالنسبة للحكومة؛ حيث إن التجمعات متواصلة على الرغم من أن القانون يحظر أي مظاهرة أو نشاط سياسي عشية الاقتراع ويومه. لكن، نزولا على ضغط الشارع وأمام حشود المعتصمين وهم من مختلف الأطياف، اضطرت الحكومة إلى اعتماد الليونة وعدم إصدار أمر إخلاء الساحات العامة باستثناء في حال وقوع حوادث. وقبل 10 أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في مارس 2012، يتخبط الاشتراكيون الحاكمون في وضع سيئ جدا بسبب سياستهم التقشفية في مواجهة الأزمة. وفي هذه الأجواء المشحونة ينتخب الإسبان نواب مجالسهم البلدية وبرلماناتهم الإقليمية في 13 منطقة ذات حكم ذاتي من أصل 17؛ حيث إن مناطق كتالونيا والباسك وغاليسيا والأندلس تنتخب في مواعيد مختلفة. ودعي 34.6 مليون ناخب إلى اختيار 8116 رئيس بلدية وأكثر من 68400 نائب بلدي و824 نائبا إقليميا. ويبدو أن إعلان رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو، في 2 أبريل (نيسان) الماضي، عدم ترشحه لولاية ثالثة السنة المقبلة، لم يؤثر على تدني شعبية الاشتراكيين المتواصلة. واعتبارا من اليوم الاثنين قد يخسر الاشتراكيون معظم الأقاليم ال17 التي يحكمونها مثل كاستيا لا مانتشا واستريمادورا، باستثناء الأندلس (جنوب).