بعد سقوطه أمام جماهيره الأسبوع الماضي، بات ريال مدريد مطالباً بتسجيل هدفين على ملعب غريمه التقليدي دون أن تهتز شباكه، لكن ذلك سيحتم على جوزيه مورينيو أن يُدخل تغييرات جذرية على نهجه التكتيكي، لاسيما في ظل إيقاف سيرخيو راموس وبيبي، الذي فرض حراسة لصيقة على ميسي في المباريات السابقة. وبينما لا يملك المدرب البرتغالي خيارات كثيرة في الدفاع، فإنه سيحار في اتخاذ قرار نهائي بشأن خط الهجوم، علماً أن جونزالو هيجوايين وكاكا قد استعادا كامل لياقتهما بعد غياب طويل وأصبحا قادرين على رفع التحدي أمام أي منافس وتحت أية ظروف. وتصب الإحصائيات في صالح العملاق الكاتالوني الذي تأهل 30 مرة من أصل المناسبات الاثنتين والثلاثين التي فاز فيها ذهاباً خارج قواعده ضمن مسابقات UEFA، بل وإنه صعد في كل المرات الست التي حقق فيها الفوز بهدفين نظيفين. وفي المقابل، لم يتأهل ريال مدريد إلا مرة واحدة من أصل المرات الخمس التي شهدت سقوطه على أرضه ذهاباً في مسابقة قارية. لكن جوزيب جوارديولا طالب لاعبيه بالتزام الحيطة والحذر وعدم الاغترار بنتيجة المباراة الأولى، مؤكداً أن موقعة الإياب ستكون “في غاية الصعوبة”، لاسيما بعد توالي إصابات عناصر الخط الخلفي (دييجو ميليتو وإريك أبيدال ومارتين مونتويا). بيد أن مدرب برشلونة سيعول في المقابل على نجمه ليونيل ميسي لحسم الأمور مجدداً، علماً أن الساحر الأرجنتيني سجل ما لا يقل عن 52 هدفاً هذا الموسم، 11 منها في منافسات دوري الأبطال، مما يعني أنه بات على بعد هدف وحيد من معادلة سجل رود فان نيستلروي، بينما يبقى الرقم القياسي بحوزة خوسي ألتافيني برصيد 14 هدفاً في كأس أوروبا للأندية البطلة خلال موسم 1962\1963 وهل هي الفرصة الأخيرة ل يتمكن البرتغالي كريستيانو رونالدو اليوم من قيادة ريال مدريد نحو تحقيق ملحمة تبدو مستحيلة في استاد “كامب نو”، سيكون قد خسر مرة أخرى سباقه الخاص مع الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة. المهمة تحتاج إلى عملاق ، فريال مدريد خسر ذهابا 2/صفر على أرضه في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى التعويض في استاد المنافس الأصعب. لا تجمع ريال مدريد وبرشلونة منافسة تاريخية فحسب ، بل كذلك صراع من أجل فرض الهيمنة على عالم كرة القدم. وفي داخل ذلك الصراع الجماعي ، لا يوجد رمز فردي أفضل من النجمين الأبرز في الفريقين. وفرض ميسي خلال العامين الماضيين نفسه،حيث لم يكتف فيهما بحصد ألقاب أكثر من كريستيانو،بل دخل في مرحلة من تطوير المستوى لم يعد أحد يعلم أين ستنتهي،ليستحق الحصول على جائزة الكرة الذهبية عامي 2009 و2010 . لا يكاد كريستيانو ، الذي كان قد حصل على تلك الجائزة عام 2008 ، يجتهد من أجل إخفاء ضيقه ، فالبرتغالي كان قد انضم إلى ريال مدريد قبل عامين برغبة معلنة تتمثل في أن يصبح الأفضل في العالم ، لكنه منذ وصوله ، كان عليه أن يرى كيف كان يتفوق عليه ميسي دائما. رفع لاعب ريال مدريد /26 عاما/ – أكبر من غريمه بثلاثة أعوام – جزءا من الحمل عن كاهله في المباراة النهائية لكأس ملك أسبانيا ، في ثانية أربع مواجهات كلاسيكو في غضون 18 يوما عندما أحرز في الوقت الإضافي هدف اللقاء الوحيد واللقب الأول له منذ وصوله إلى أسبانيا. حتى ذلك اليوم ، كان قد رأى كيف يفوز ميسي بثلاث من أربع مواجهات سابقة بينهما ، من بينها فوز 5/صفر ويمنعه من أن يتوج هدافا للدوري الأسباني في أول مواسمه فيه. بعد أن باتت بطولة الدوري الأسباني محسومة تقريبا لبرشلونة ، أعطى الكأس شيئا من الثقة لفريق العاصمة ونجمه ، لكن ميسي عاد في “سانتياجو برنابيو” إلى التفوق. فهو لم يحرز هدفي المباراة فقط ، بل إن ثانيهما بحسب نجم الكرة البرازيلية المعتزل رونالدو “لا يأتي سوى في عالم البلاي ستيشن”، بعد أن مر بسهولة بين مدافع الفريق الملكي. علق كريستيانو على تألق ميسي في تلك المباراة قائلا “من الأسهل دائما اللعب أمام عشرة لاعبين”، وذلك بعد أن جاء هدفا الأرجنتيني عقب طرد زميله ومواطنه بيبي ، مضيفا :”ليتني أتمكن أنا أيضا من اللعب ضد عشرة لاعبين”. كان رأي جوسيب جوارديولا ، المدير الفني لبرشلونة ، مختلفا تماما: “ياللحظ الذي نتمتع به نحن من نزامله... ليو في سن الثالثة والعشرين تحول إلى ثالث أفضل هداف في تاريخ برشلونة. في سن الثالثة والعشرين! إن ذلك أمر لا يصدق”.