قالت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تشهد تدهورا في النفوذ الأمريكي بمصر، في ظل النظام الحالي، حيث اعترف مسئولون أن وزير الدفاع، الفريق عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، قاوم مناشدات وتهديدات الولاياتالمتحدة لإنهاء الحملة على جماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة إلى تأكيد المسؤولين أن السيسي لن يتسامح مع التدخل الأمريكي في بلاده، وذكر مسئول أن هناك فجوة لدى واشنطن في الإدراك لما حدث في مصر، فيما ترى الولاياتالمتحدة أن ما حدث هو تدمير للديمقراطية التي هى في مهدها، وما تعتقده القوات المسلحة من أن مصر يمكن أن تتحول إلى ليبيا أو سوريا. وقال مسئولون من أجهزة الاستخبارات الأمريكية، إن تقييمنا ل"السيسي" كان خاطئا، وهو الذي قضى سنوات في المدارس العسكرية الأمريكية، وأنه سيكون أكثر دعما للتعاون مع واشنطن أكثر من أسلافه، ولكنه قاوم أي ضغوط أمريكية، كما أنه يعرف نقاط الضعف الأمريكي، فكان رد فعله أقسى بكثير من "مرسي" وسلفه "مبارك". وذكرت الصحيفة أنه في يوليو الماضي تلقي "السيسي" العديد من المكالمات الهاتفية مع كبار المسئولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس "باراك أوباما"، وجاءت معظم المكالمات الهاتفية من وزير الدفاع "تشاك هاجل"، ووزير الخارجية "جون كيري" والسفيرة الأمريكية في مصر "آن باترسون" وكانت ذروة الاتصالات يوم 27 يوليو، عندما قتل في القاهرة 75 شخصا، في اشتباكات بين المتظاهرين لجماعة الإخوان وقوات الأمن. ولفتت إلى أن آخر اتصال أجراه "هاجل" مع "السيسي" يوم 30 يوليو لمناقشة الوضع الأمني، وحث هاجل مرة أخري على ضبط النفس لقوات الأمن المصرية في تعاملها مع الاحتجاجات الجارية للإخوان. ولفت المسئولون إلى أن التهديد بقطع المساعدات عن مصر التي تبلغ 1.5 مليار دولار سنويا، لم تكن لها فعالية، لحصول مصر على تعهدات ب 12 مليار دولار مساعدات من حلفاء مجلس التعاون الخليجي، مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة والسعودية، وفي الحقيقة لا تملك الولاياتالمتحدة وسيلة للضغط على "السيسي" فلقد كانت المساعدات الخليجية "لوية لذراعنا وكانت مثل الغيمة فوق رؤسنا"، ولم يهتم بقطع المعونة.