قالت إذاعة "صوت أمريكا" اليوم الثلاثاء، إن المصريين بجلوا ثورة يوليو 1952، التي أنجبت مصر الحديثة، موضحة أن الثورة بدأت مع أعمال الشغب المعادية للاحتلال البريطاني، عن طريق هدم المعالم والمباني للنخبة الغربية في البلاد، حيث أشعلت النيران في دار الأوبرا، وفندق شبرد والنوادي الليلية التي يرتادها الملك "فاروق"، وكذلك سينما ريفولي. وأضافت أنه في مهلة مكتوبة بعد أشهر من الاضطرابات السياسية، طالب الضباط الأحرار الملك "فاروق" بالتنحي، ممثلين لإرادة الشعب، وقد سمحوا للملك بأخذ صناديق مجوهراته، دون إراقة للدماء، وغادر من ميناء الإسكندرية. وأوضحت أن مصر حكمت من قبل المؤسسة العسكرية نحو 60 عاما، حتى الإطاحة بالرئيس "حسني مبارك" في 2011 عن طريق ثورة شعبية في ميدان التحرير، وانتخب "مرسي" بحرية في 2012 بعد فترة انتقالية أخرى من الحكم العسكري. وبعد مرور عام على حكم "مرسي" القابع حاليا رهن الاعتقال، بعد إطاحة الجيش به، فقد تصرفت القوات المسلحة بناء على إرادة الشعب الذي خرج بالملايين إلى الشوارع احتجاجا على عدم كفاءة الرئيس المعزول واستبداده، بالإضافة إلى أجندته الدينية التي حاول فرضها على المصريين. وذكرت الإذاعة الأمريكية أن وزير الدفاع، الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" دعم الانتفاضة الشعبية عن طريق التدخل العسكري لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، وتعهد بالعودة إلى الحكم المدني والديمقراطية. وأكدت أن الجيش يتمتع بدعم شعبي وسيطرة كبيرة على الاقتصاد، فقد وعد بإجراء انتخابات في غضون ستة أشهر. هذه المرة لم تحرق القاهرة، لكنها في مأزق، بعد مقتل نحو 300 شخص، لكن يمكن أن يكون للأحداث في مصر عواقب بعيدة المدى عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط، خاصة للإخوان الذين فازوا في الانتخابات لأول مرة بعد عام 2011، عقب موجة الانتفاضات ضد الحكام المستبدين.